خالد صاغيّةمع اقتراب فصل الربيع، أعرب الرئيس فؤاد السنيورة عن رغبته في أن يتشمّس في عرض البحر. كالعادة، تُنقَل رغبات رئيس الوزراء اللبناني إلى السفارة الأميركيّة. التعليمات من واشنطن واضحة: استجيبوا لطلباتهم.
اقترب زورق حربيّ أميركيّ من المياه الإقليميّة اللبنانيّة. كانت الخطّة تقضي بنقل السنيورة على متن الزورق من السرايا إلى يخت يملكه أحد الذين فتحها اللّه في وجههم، فأراد أن تُفتَح في وجه المنطقة، ففتح قنوات اتّصال مع الجيوش الأميركيّة السائحة في أرض الفرات.
تبدّلت الخطّة فجأةً. فاليخت ما عاد يتّسع للضيوف. السنيورة لن يتشمّس وحده. يريد أن يبقى محمّد شطح إلى جانبه. وفي الوقت نفسه، كان محمود عبّاس قد أبدى رغبة في أن يتشمّس، هو الآخر. كوندوليزا رايس لا تريد أن ترفض له طلباً، لكنّها أصرّت على أن يرافقه في رحلة الاستجمام محمّد دحلان. والدحلان لا يستطيع الحركة من دون مرافقة أمنيّة موسّعة.
في هذه الأثناء، امتدّت موجة الحرّ حتّى أفغانستان، فأعلن حميد قرضاي أمام الشعب الأفغاني أنّه بعد حصول المرأة الأفغانيّة على حقوقها، لا بدّ له من الذهاب في رحلة تشمُّس.
اكتمل الفريق. صار اليخت ضيّقاً. اقترحت رايس إرسال بارجة. وصل المتشمّسون الجُدُد. استقبل دايفيد ولش السنيورة ممازحاً: «بحبّك بالمايوه». نظر فؤاد إلى مؤخّرة البارجة، فوجد «المعتدلين العرب» يتشمّسون منذ فترة على متن المدمِّرة الأميركيّة. شعر بالسعادة، وقال في نفسه: هذه هي ثقافة الحياة.