مقالات مرتبطة
ويختلف المنظمون على أصول المهرجان، فبشارة حسن يقول إن المهاجرين الأوائل من المدينة إلى البرازيل أرادوا بعد عودتهم إلى الميناء إحياء ما يشبه كرنفال الريو، فنظموا «الزامبو»، فيما يقول حنا أروادي إن العكس هو الصحيح، وإن اللبنانيين المهاجرين إلى البرازيل أخذوا معهم تقليد «الزامبو» إلى بلدهم الجديد ليصبح لاحقاً مهرجان الريو.
واللافت هو الشبه بين مهرجان مدينة الميناء و«الأبوكرييس» اليوناني الذي يقام في آخر أسبوعين قبل بداية الصوم أيضاً. وممكن إرجاع كلمة «زامبو»، إلى الكلمة اليونانية Iamvos، وهي الأغاني التي كانت تنشد في عيد حلول الربيع (Anthostria) في اليونان قديماً، ويرجّح أن يكون قد أتى بها المهاجرون اليونانيون الكثر الذين سكنوا مدينة الميناء منذ ما يزيد على قرن من الزمن.
ويمثّل المهرجان وسيلة للتنفيس للشباب المشاركين، حيث يتاح لهم التعبير عمّا يرغبون به علناً، فيكتبون تعابير على أجسادهم (كشعاراتهم وأسمائهم الخاصة وأخيراً عنوان البريد الإلكتروني...)، تمحى مع انتهاء المهرجان بـ«غطسة» في مياه البحر الباردة لإزالة الألوان عن أجسادهم.
معارضة الكنيسة في مدينة الميناء لهذا التقليد لم تمنع تنظيمه سنوياً. فالكنيسة ترى أنه «عادة وثنية موجهة ضدها»، لكنها لا تتدخل في تنظيم المهرجان الذي لم يتوقف إلا لفترة في الحرب اللبنانية.
كلفة الزامبو هذه السنة بلغت ألفي دولار لتغطية كلفة استئجار فرقة الطبل لكل ليالي المهرجان وليوم الأحد ولثمن الثياب التي لا يمكن استعمالها سوى مرة واحدة لأنها في نهاية المسيرة تصبح بالية ومتسخة بالألوان التي طلي بها الجسد. ويجمع المبلغ اللازم من تبرعات الناس قبل المهرجان وما يلقيه الناس من أموال للمتظاهرين من الشرفات صباح المسيرة.
طوني، صالح، أرتين، علي، أحمد، داني وغيرهم من المشاركين في «الزامبو»، تتنوع أعمارهم وطوائفهم، فيما يجتمعون كلهم على أن المشاركة هي «لاستمرار عادة وتقليد تربوا عليهما ويدخل الفرح إلى قلوب الناس». تتغير الوجوه وتتنوع من سنة لأخرى، فيما يبقى سيمون الرزي يحمل «التنكة» التي تجمع فيها التبرعات على الطريق أثناء المسيرة ليبقى أمين صندوق الزامبو منذ 1977.