بيسان طيفي ظل الغياب الجسدي للأعداء الجدد في ساحة المعركة، سترتكز الحرب في مرحلتها الأولى على الألعاب الإلكترونية، ويعمل متخصّصون على تطوير مجموعة من ألعاب الحرب الافتراضية (Cyber war)، وبعد أسابيع سيقوم خبراء في البرمجة من الشركات الخاصة وآخرون من وكالات الاستخبارات والتجسس الأميركية بفحص هذه الألعاب، ومدى قدرتها على صد هجومات إلكترونية. برنامج الاختبار الذي سيُعتمد هو « Cyber storm II»، وقد لفتت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن الخبراء الموكلين مهمة فحص الألعاب ينتمون إلى 18 وكالة رسمية واستخبارية ويعملون مع خبراء من 40 شركة، بينهم أبرز خبراء «سيسكو» و«مايكروسوفت» وغيرهما. برنامج «Cyber storm» ليس جديداً، فقد تمّ إطلاق نسخة أولى منه قبل عامين تقريباً، وتولى خبراء ـ اختارتهم إدارات رسمية في واشنطن ـ شنّ حملات هجوم عليه، وكان التصميم الأولي لهذا البرنامج يهدف إلى تطوير آليات لصد هجومات ضد مواقع شركات الطيران والنفط وأنظمة معلوماتية محددة. هذا العام سيجري تطويرCyber» storm II»، ليحمي قطاعات أخرى كالاتصالات، وقطاع النقل والتصنيع الكيميائي وغير ذلك. وخلال عمليات تطوير البرنامج، سيقوم خبراء متعددون بشنّ هجمات معقدة ضده وذلك للتأكد من مدى فاعليته قبل إطلاقه، وقد لفت الخبراء أن الميزانية المحددة لصناعة هذا البرنامج وتجريبه وتطويره، قد بلغت 6،2 مليون دولار، وأن «الخطأ ممنوع» لأن القراصنة يعرفون كيف ينفذون من أي ثغرة ليعيثوا في أرض الشبكة الافتراضية «فساداً وخراباً».
وقد لفتت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن سرية كاملة أحيطت بعملية التخطيط للنسخة الأولى من «Cyber storm»، وجرى التكتم أيضاً على عملية التصنيع وتطوير البرنامج، ولم يعلن عنه إلّا بعد خضوعه لعدد من الاختبارات، ولفت متحدثون من إدارة «حماية الأمن القومي» إلى أن مندوبي الشركات الكبرى أبدوا حماسة كبيرة لتصينع البرنامج. الآمال كلها معلّقة الآن على «Cyber storm II»، لكن اللافت أن الإدارة الأميركية تبدي للمرة الأولى تخوفاً من الفشل في الحرب... فهل يربحها القراصنة.