أطفال اليوم هم أكثر بدانةً وأكبر حجماً مما كانوا عليه قبل 100عام. هذا واقع أثبتته الدارسات منذ فترة. فما هي حال المراهقين والمراهقات إذاً؟ الوضع ليس أفضل عند هذه الفئة، إذ أثبتت دراسة طبّية أخيراً أنّ المراهقين والمراهقات هم أكثر بدانة وأكبر حجماً وأبكر نضوجاً من قبل. الدراسة التي قام بها باحثون وأطباء من «المعهد الوطني للصحة والبحث الطبّي» في فرنسا، والتي نشرت نتائجها صحيفة «ليبراسيون»، أظهرت أنّ سرعة نموّ الأطفال تؤدي إلى مراهقة مبكرة، وبالتالي إلى بلوغ جنسي في أعمار متدنّية. وقد ربطت الدراسة البدانة عند المراهقين بعوامل تغيّر أنماط الحياة في البلدان الصناعية والعصر الذي نعيش فيه. إذ يلاحظ من الثمانينيات ميل إلى ثقل في الوزن وقلّة الحركة، ما أدّى إلى انتشار «عدوى» البدانة في جميع البلدان الغربية. إضافة إلى عامل البلوغ الجنسي المبكر عند الفتيات، فالبدينات يبلغن قبل الفتيات النحيفات. وقد أظهرت الأبحاث أنّ عمر البلوغ الجنسي بات بين 12 و13 سنة بعد أن كان بين 14 و17 سنة في الفترة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين. ولم تحسم الدراسة سبب البلوغ المبكر إن كان يرجع لضغط الحياة اليومية أو لوعي جنسي مبكر في سنّ المراهقة. ومما لا شكّ فيه أن عمر البلوغ المبكر عند الشباب والشابات يتعرّض لتغير بسبب تغيّر ظروف الحياة اليومية، بدءاً من أحوال الطقس وتغيّر المناخ وانتهاءً بنوعية المأكولات وطبيعة العمل... كما أشارت الدراسة إلى زيادة في الطول تسجل عند المراهقين والمراهقات والتي ترواحت بين 1 و2 سنتم، على الرغم من البلوغ المبكر الذي يحدّ نسبياً من الطول.