لا فيلم طويلاً يسرد سيرته، ولا عقد جديداً مع «روتانا». هذا ما أكده عمرو دياب في لقائه مع «الأخبار»، كاشفاً عن سلسلة تلفزيونية تضيء على مسيرته الفنية، قد تكون من نصيب mbc، إضافةً إلى شريط سينمائي
من توقيع Good News
فاطمة داوود

قطع عمرو دياب الشكّ باليقين، فلا فيلم سينمائياً طويلاً سيسرد تفاصيل حياته كما تردّد في الآونة الأخيرة، ولا عقد إنتاجياًَ مع «روتانا» سيوقّع في القريب المنظور. ذلك أن المسألة التي تشغل باله هذه الأيام تتركّز على مشروعين متوازيين: الأوّل هو فيلم سينمائي من إنتاج «غود نيوز»، لم تتحدّد ملامحه بعد، سواء لناحية اختيار الأبطال أو المخرج. والثاني هو تسجيل حلقات تلفزيونية متّصلة ـ منفصلة عن مراحل حياته المهنية والشخصية. هذا ما كشفه النجم المصري في حديثه إلى «الأخبار» مراهناً على نجاح المشروعينفي العام الماضي، أعلن دياب عن تحضيره لبرنامج «الأول» الذي يُعنى باكتشاف المواهب. لكنّ المشروع لم يبصر النور بعد، إذ لم يتمّ الاتفاق على حيثياته مع الفضائية المصرية، كذلك لم تتألّف اللجنة الخاصة باختيار المواهب من مختلف المحافظات المصرية، إضافةً إلى عدم اختيار المذيع لهذه المهمة، على رغم ترشيح دياب لصديقته رزان المغربي. إلّا أن بعض المصادر أشارت إلى أن القناة المصرية كانت مصرّة على ترشيح مذيعة مصرية للقيام بهذا الدور، وخصوصاً أن وزارة الإعلام، وهي جهة حكومية، ستدعم هذا البرنامج. لذا ما لبث أن جمّد المشروع بكامله وأجلّ إلى تاريخ غير مسمّى... فماذا يقول دياب؟ يشير النجم المصري إلى أنه هو الذي أجّل انطلاق مشروع اكتشاف المواهب حتى الانتهاء من تسجيل الحلقات التلفزيونية الخاصة بسيرته الذاتية وانشغاله في الآونة الأخيرة بجملة محطات فنية مهمّة لعلّ أبرزها جائزة الـWorld Music Award والمفاوضات مع شركة «روتانا».
ننتقل للحديث عن البرنامج التلفزيوني الجديد، فيؤكد أن فكرة سرد مراحل حياته على الشاشة، لم تتبلور إلّا خلال زيارته موناكو لتسلّم جائزة «ميوزك أوورد». ومَن سيفوز بهذه الحلقات؟ «التفاوض جارٍ مع فضائيات عدة» علماً أن الكفّة تميل صوب mbc.
وهل ستجري الاستعانة أيضاً برزان المغربي، تعويضاً عن خسارتها في برنامج «الأول»؟ يؤكد أن رزان «لن تكون المحاوِرة في هذه السلسلة، لأن صيغة الإخراج ستختلف تماماً عمّا نشهده في اللقاءات التلفزيونية عادةً». أما المخرج الذي سيدير الدفة، فهو محمد عاطف الذي يبدي تحفظاً شديداً على ذكر التفاصيل المتعلقّة بجلسات التصوير، تنفيذاً لطلب عمرو دياب الصارم، وخصوصاً أن المغني المصري هو صاحب الفكرة والمنتج معاً.
في هذا العمل، لن يقف عمرو دياب موقف المتفرّج ولن يؤدّي دور الراوي فحسب، بل سيكون المشرف على عملية التنفيذ، «سأشرف على كل شاردة وواردة. ونقوم حالياً باختيار الموسيقى التصويرية المرافقة لمشاهد الحلقات، بالتنسيق مع المخرج محمد عاطف». وكانت مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، قد شهدت حركة غير اعتيادية استعداداً لبدء التسجيل. إذ حضر فريق العمل المؤلف من المخرج محمد عاطف ومجموعة محترفة من المصوّرين ومهندسي الصوت، لمواكبة تسجيل المَشاهد داخل الاستديو. بينما سيقوم فريق آخر بإجراء تحقيقات ميدانية مع الشعراء والملحنين وأصدقاء دياب خارج الاستديو.
وكان دياب قد أثار الكثير من التساؤلات أخيراً بعدما جُمّدت المفاوضات بينه وبين «روتانا» وكثر الحديث عن اتجاهه للتعاقد مع شركة «غودنيوز». إلّا أنّ كل المؤشّرات لم تدلّ على تفاصيل جديدة باستثناء الخلاف الذي تفجّر بشأن مشاركته في مهرجان «هلا فبراير»، بعدما تعذّر اتفاقه النهائي مع الجهة المنظّمة التي رفضت طلبه بدفع 200 ألف دولار (وهو المبلغ الذي دفعته «روتانا» لدياب في حفلة ليلة رأس السنة التي نظّمتها في دبي). وكي لا يتعمّق الخلاف، استبعدت «روتانا» مشاركة تامر حسني في المهرجان، وخصوصاً أنّه الغريم الأول لدياب حالياً على الساحة المصرية. واليوم، يرفض دياب الخوض في تفاصيل عقده مع الشركة السعودية، مشيراً إلى أن المفاوضات متوقّفة حالياً.
أمّا سيرة عمرو دياب التي ستُعرض قريباً، فقد بدأت في بورسعيد حيث ولد في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1961. والده عبد الباسط دياب الذي كان يعمل في شركة قناة السويس، أدّى دوراً أساسياً في اكتشاف موهبته، فشجّعه على الغناء وكان لمّا يبلغ ست سنوات بعد. يومها، اصطحبه إلى مهرجان 23 تموز (يوليو)، فزار محطة الإذاعة المحلية ليؤدي النشيد الوطني «بلادي». وإذا بمحافظ بورسعيد يهديه قيثارة، كجائزة له.
هكذا، اختار دياب دراسة الموسيقى ليلتحق بعدها بمعهد الموسيقى في القاهرة حيث تخرج عام 1986. ثم أصدر أول ألبوماته الغنائية «يا طريق»، وأحيا الكثير من الحفلات التي توّجت عام 1990 حين غنّى في بطولة الألعاب الأفريقية الخامسة، فكانت هذه المحطة نقطة تحوّل في حياته. كما في الغناء، كذلك في التمثيل، شارك في أفلام عدّة، منها «العفاريت» (1990) و«آيس كريم في غليم» (1992) ثم «ضحك ولعب وجدّ وحب» (1993) مع عمر الشريف.
حققت ألبوماته الغنائية نجاحاً كاسحاً، وخصوصاً «نور العين» الذي فاقت مبيعاته المليون نسخة ونال عنه أول جائزة «ميوزيك أوورد» مع شركة «عالم الفن». لكنّ مسيرة النجاح لم تخلُ من اتهامات وشائعات ضدّه، أبرزها اتهامه بإفساد الذوق العام والموسيقى الأصيلة مع مجموعة شباب جدد في مقدّمتهم حميد الشاعري. بينما يرى معجبوه أنه أحدث تجديداً في الأغنية الشبابية.
أما حياته الخاصة، فعرفت اهتزازاً بعد زواجه بالفنانة شيرين رضا التي أنجب منها ابنته نور. ثم انفصلا ليتزوج بسعودية وهي زينة. وقد أنجب منها توأماً عبد الله وكنزي، وابنة ثانية اسمها جنى. وشهد عام 2007 أجمل المفاجآت لعمرو دياب بفوزه للمرّة الثالثة بجائزة «ميوزيك أوورد» عن ألبومه الأخير «الليلة دي» مع شركة «روتانا». وعلى رغم اتهامات كثيرة بشراء هذه الجائزة، اعتلى خشبة المسرح في موناكو، «متسلّحاً» بابتسامة رضى عن تاريخه الفني.
في نهاية اللقاء، يعدُ دياب بتفجير الكثير من المفاجآت، وبعض الأسرار التي أحاطت بحياته، في هذه السلسلة إنما بجرعات مقبولة، لا كما يراهن الصحافيون الذين روّجوا في بعض وسائل الإعلام بأنّ الحلقات ستكشف حقائق لا يتوقعها أحد. ويعترف أخيراً بأن نسبة «75 في المئة من الأحداث ستركّز على مسيرتي الفنية، والتعاون الذي جمعني بأصدقاء العمر، وكانوا سبباً وداعماً لنجاحي».


... و«روتانا» ترفـض شروطه التعجيزيّة,
يبدو أنّ شركة «روتانا» للمرئيّات والصوتيّات، قررت أخيراً أن تنتهج سياسة تغيير على كل الأصعدة. وإذا كانت فضائيات «روتانا» قد شهدت فعلاً بعض ملامح هذا التغيير، مع دخول بيار الضاهر على الخط، واتخاذه سلسلة إجراءات تتعلق بهوية هذه المحطات في المرحلة المقبلة، وأسماء مقدمي برامجها... فإن سالم الهندي، رئيس «روتانا» للصوتيات، بدأ يسير على الطريق نفسه.
والدليل أنّ الشركة السعودية التي أنهت عقود عدد من مغنّيها، قررت أخيراً أن تهتم بنجوم الصف الثاني. إذ اتجهت في الأشهر الأخيرة إلى إنتاج ألبومات لمجموعة من المواهب الشابة، مقلّلةً من الاعتماد على نجوم الصف الأول وحدهم. كما اختارت بعض مديري الأعمال المعروفين في الوسط لإدارة أعمال بعض نجومها من جهة، والإشراف على الحفلات التي قررت الشركة تنظيمها في مختلف الدول العربية من جهة أخرى. ويردّد بعض المقربين من الشركة أنّ «روتانا» تفضّل أيضاً أن يعزّز كل فنان حضوره في بلده أولاً، ولا سيما الخليجيين. وهو ما حدث مثلاً مع المغني السعودي نايف البدر الذي قرر تقديم أغنية وطنية لبنانية، فرفض الهندي ذلك، بحجة: «أنتَ خليجي، غنِّ خليجيوكان الهندي قد أشار في حديث إلى «دي بي آي» إلى أنّ شركته متعاقدة حالياً مع 118 مطرباً من مختلف الدول العربية. كما أكد أنّ المفاوضات مع عمرو دياب لتجديد تعاقده، متوقفة تماماً حالياً، لكن من الوارد أن تبدأ مجدداً، إذا قرر دياب «تغيير مواقفه المتشددة» تجاه تجديد التعاقد. وأوضح أنّ «روتانا» قدّمت إلى عمرو دياب عرضاً متكاملاً لتجديد العقد، يتناسب مع اسمه وتاريخه، والوضع القائم في سوق الغناء حالياً. بينما قدّم المغني المصري عرضاً مختلفاً، يتجاوز الحدود القائمة في «روتانا» للتعاقد مع المطربين، مشيراً إلى أنّ الشركة رفضت عرض دياب الذي رفض بدوره عرضها، فتوقفت المفاوضات تماماً. وبينما أكد الهندي أن «روتانا» تحرص على بقاء دياب ضمن قائمة نجومها، أعلن رفضها الخضوع لشروط لا تتوافق مع سياساتها التي لا تفرّق بين نجم وآخر، «مهما كانت قيمته».