بعد إغلاق دام لأكثر من 30 عاماً، أُعيد تأهيل «سينما الحمرا» في مدينة صور العام الماضي، بمبادرة فردية من المخرج والممثل قاسم اسطنبولي. على خلفية هذا الحدث، تمّ تنظيم الدورة الأولى من «مهرجان صور المسرحي»، وتبعه «أيام الحمرا السينمائية». فكان من البديهي إلحاق هذه الاحداث الثقافية بمهرجان خاص بالموسيقى أيضاً. من هنا جاءت فكرة تنظيم «مهرجان صور الموسيقي الدولي» الذي ينطلق عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في المدينة الجنوبية ويستمر حتى 11 آذار (مارس الحالي).
الحدث يقع في إطار تكريم عملاقين في مجال الفن والموسيقى في لبنان، هما الراحلان وديع الصافي وصباح. إدراج هذه التحية ضمن الحدث هو في نظر اسطنبولي «أقل ما يمكن أن نفعله من أجلهما. عرضنا أفلام صباح بعد وفاتها لأننا نعتبر أنها رمز للبلد وللأغنية، تماماً مثل وديع الصافي».
قلما نسمع عن أحداث ثقافية في الجنوب الذي يشكّل حالة خاصة، خصوصاً أن فعاليات مماثلة غائبة تماماً عنه منذ حرب تموز 2006. ولكن وفق اسطنبولي، فإن الحركة تعود الآن شيئاً فشيئاً. وبطبيعة الحال، وضع المهرجان تحت إطار موسيقى فنانين من طراز الصافي وصباح من شأنه أن يجذب الناس أكثر ويقربهم من الحدث عبر ما يعرفونه. فهدف المهرجان الاساسي يبقى دعم موسيقى الشباب والاعمال الموسيقية العربية والتلاقي الثقافي والفني.

مشاركة سامي حواط وخالد العبدالله ووسام حمادة وفرقة «مونتي كارلو» ورامي علاء الدين

يعمل اسطنبولي وفريق عمله بتفاؤل واندفاع رغم ضعف الامكانات، حبّاً بالفن فحسب. الجهود المبذولة لتنظيم هذا الحدث شبه فردية. عبّر المخرج عن رغبته في دعوة الموسيقيين والمسرحيين إلى المشاركة في المهرجان قبل الجمهور من أجل دعمه. ولأن هذه النشاطات شبه غائبة عن الجنوب، فقد وجد صعوبة في تأمين التمويل اللازم. ولكن الحلول موجودة دائماً. من جهة، منازل المنظمين مفتوحة للضيوف للإقامة فيها، في ظلّ استحالة تأمين غرف فنادق لهم. ومن جهة أخرى، هناك محاولة حالياً للتوجه الى الوزارات أملاً بأن تساهم في بعض جوانب الحدث. هذا المشروع، برأي صاحبه، بحاجة الى دولة والى وقت، أما مكسبه الوحيد فهو «إسعاد الناس»، إذ إن تأمين الارباح من مهرجان مماثل ما زال أمراً صعباً ومستحيلاً حالياً.
صحيح أن المهرجان يقع تحت راية تكريم الصافي وصباح، ولكنه في الوقت عينه أشبه بخلطة موسيقية، بين طلاب ومحترفين، وبين النمطين الغربي والشرق. هناك مشاركة لجوقات جنوبية إلى جانب فرق موسيقية ضمن الـ«يونيفيل» (ايرلندا وغانا). من البلدان العربية، نرى مشاركات من ليبيا (محمد رزق الله) واليمن (محمد الهجري) وفلسطين (رولا عزار). يأتي أيضاً من هولندا الدي جاي نيك شوكنبروك. كذلك سيكون الجاز حاضراً في المهرجان عبر فرقة الجاز الكاميرونية.
الافتتاح سيكون عند الساعة الرابعة عصراً، من خلال كرنفال موسيقي ينطلق من ميناء المدينة. تكريم صباح ووديع الصافي سيجري في حضور الفنان جورج الصافي وابنة شقيقة الشحرورة كلوديا عقل. من ضيوف المهرجان اللبنانيين سامي حواط الذي سيقدّم حفلاً في اليوم الأول من الحدث، إضافة الى خالد العبدالله، ووسام حمادة و«فرقة مونتي كارلو»، ورامي علاء الدين، وزينة إبراهيم وجاك نعمة وجورج مجدلاني، إلى جانب يوسف الفحل وحسين قرعوني. من أجل جذب المشاركين، أعلن منظّمو المهرجان عنه عبر فايسبوك، ودعوا المهتمين، من أجانب ولبنانيين، الى الحضور. بعض من هؤلاء المشاركين معروف، والبعض الآخر أقل شهرة أو مجهول في عالم الموسيقى. وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فإقامة المهرجان في مدينة صور تحديداً كانت محفزاً لعدد من الاجانب نظراً الى ما تمثّله المدينة من حضارة، ففيها ثاني أقدم مسرح روماني في التاريخ، والأداء فيها بمثابة محطة مهمة وتاريخية.

* «مهرجان صور الموسيقي الدولي»: ابتداءً من اليوم حتى الأربعاء 11 آذار (مارس) ــ «سينما الحمرا» (صور ــ الجنوب). للاستعلام: 70/903846