خليل صويلح هل يمكن لمستخدمي شبكة الإنترنت اليوم أن يتجوّلوا في الشبكة العنكبوتية من دون المرور بموقع «غوغل»؟ هذا الموقع المجاني الذي بات محطة ضرورية في كل جولة. ولكن ما هي قصة هذا الموقع؟ ديفيد فايتس يرصد عن كثب تاريخ هذا الموقع الذي انطلق عام 1998 في كتاب مثير بعنوان «قصة غوغل»، أو «جوجل»، حسب سمير محفوظ بشير، الذي نقله إلى العربية، وصدر أخيراً عن «دار ميريت» في القاهرة.
سيرجي برن ولاري بيج صاحبا فكرة هذا الموقع، مهندسا كومبيوتر أميركيان فكّرا قبل عشر سنوات بإنشاء محرّك بحث مجاني يفوق كل ما عداه في الخدمة، على أن يستقطبا أكبر كمية من الإعلانات النصية التي لا تؤثر مباشرة في معلومات الصفحة المطلوبة، أو عن طريق «روابط» تتعلق بموضوع البحث الأساسي. هكذا، بدأ هذان الشابان عملية «تغيير العالم» من خلال إصدار محرّك بحثي يستطيع أن ينظّم أي جُزَيء من معلومة توجد على صفحة داخل دهاليز الإنترنت مجاناً عبر مئة لغة مختلفة. وإذ بالمليون دولار، رأس مال المشروع، التي استداناها الشريكان تتحوّل بعد سنوات قليلة إلى أربعين مليار دولار، بعدما زحف 70 مليون شخص لتصفّح الموقع يومياً.
مشاريع «غوغل» لا تتوقف. فها هي أخيراً تضم خدمة تصفّح الكتب عن طريق تصوير محتويات الكتب المتوافرة في المكتبات العريقة مثل مكتبة جامعة أكسفورد ومكتبة جامعة هارفرد وتحويلها إلى كتب رقمية ويُتوقع أيضاً أن يحصل مستخدمو «غوغل» على معلومات طازجة من أي مكان في العالم، بعضها عام والآخر خاص، ليست متاحة الآن على الإنترنت.
مهلاً، هناك فكرة مجنونة أخرى يجري تداولها في كواليس «غوغل بلكس»، هي قراءة خريطة الجينات بوصفها خدمة مجانية لمن يود معرفة خريطة جيناته. هذه الفكرة هي من أكثر المشروعات التي يُشغَل بها «غوغل» اليوم، وقد تؤدي إلى اكتشافات طبية وعلمية رائعة، وقد تساعد «غوغل» في تسريع حلول زمان «شخصنة الطب» بفهم الخريطة الجينية لكل شخص بمفرده. وهو ما يسهم في خلق رؤى جديدة وأدوية حديثة تجنّبه المخاطر. هكذا، سيمكّن «غوغل» الأفراد من أن يُجروا بحوثاً ويحصلوا على معلومات في ثوانٍ معدودة. فهل سيكون «غوغل» إمبراطورية المستقبل؟ الواقع أن هذا الأمر ليس غريباً على الإطلاق.