فرح داغر تنتمي الفلسطينية ريم بنّا إلى جيل فنّي شاب اختار إعادة إحياء تراث الموسيقى الشرقيّة بتوزيع موسيقي جديد، مثل اللبنانية ريما خشيش والأردنية مكادي نحّاس والسورية لينا شماميان.
وقد خابت آمال الجمهور السوري بعدما أُلغيت الحفلة التي كانت ستقدّمها هذه الفنّانة الملتزمة من فلسطينيّي الـ 48 في «دار الأوبرا» ضمن احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008»، بعدما منعت السلطات الإسرائيلية ريم من الخروج من الناصرة. لكنّ ريم تمردت على حصار جيش الاحتلال، وعبرت الحدود افتراضياً لتقدم حفلتها «الدمشقية» من منزلها في الناصرة عبر شبكة الإنترنت... كان ذلك قبل أسبوع، وقد نُقلت الحفلة مباشرة من أحد مقاهي باب توما في دمشق القديمة.
وستعاود ريما الكرّة غداً مع بيروت، حيث ستحلّ ضيفةً افتراضيةً على «البيت العلماني» (الحمراء)، لتقدّم على الغيتار أغاني من ألبومها الأخير «لم تكن تلك حياتي». الألبوم المشار إليه ثمرة تعاون بينها وبين الفنان الدنماركي هنريك كويتس، أهدته ريم إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما ضد الاحتلال. كما تؤدّي بعض الأغنيات من ألبومها «مرايا الروح» (2005) الذي أهدته إلى الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وحوى أغنيتين عن الأسرى هما «مرايا الروح» و«كرمى الروح» كتبتهما والدتها الشاعرة زهيرة صبّاغ.
المغنية والملحّنة ريم بنّا (1966) من أشهر الفنانين الفلسطينيين. وهي معروفة في أوروبا، أكثر من البلدان العربية، بسبب الحصار الإسرائيلي طبعاً، لكن أيضاً بفعل انفتاح أغنيتها الوطنية الملتزمة على أنماط الموسيقى الغربية، إضافة إلى زواجها من الموسيقي الأوكراني ليونيد ألكسيينكو. في بداياتها اشتهرت ريم بنّا بأغنيات الأطفال، وهي لم تَحِد يوماً عن المسار الفني الذي وضعته لنفسها، أي نقل هموم شعبها ومعاناته إلى العالم من خلال نصوصها الملتزمة.
أمّا الفولكلور الفلسطيني، أو التراث الموسيقي الشعبي، فيمثِّل إحدى أبرز خصائص تجربتها. لقد استعارت ريم بعض هذه الأنغام، وعملت على عصرنتها موسيقياً من خلال التوزيع الحديث، ونفحت فيها كلمات تحكي معاناة شعبها، أو نصوصاً لشعراء فلسطينيين مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم.
تتمتّع ريم بصوت شقي ما زال يحافظ على ثورة المراهقة. كلما أصدرت ألبوماً جديداً نفاجأ بنبرتها التي تكاد تكون ذاتها بين بداياتها وآخر أعمالها. وهي ليست مغنية فحسب، بل موسيقية مكتملة، تكتب الألحان وتوزّعها بمشاركة أساسية من زوجها تلحيناً وتوزيعاً. كما تتناول نصوصاً تراثية عامية غير ملحنة، مثل أغاني المواسم والألعاب والحدويات، إذ تلحِّنها مستعينةً بالموسيقى الشعبية الفلسطينية والعربيّة القديمة، مطعّمة بملامح من موسيقى الشعوب. ومن أبرز الأنماط الغنائية التي انفردت بتقديمها ريم بنّا، التهاليل الفلسطينية التي التصقت باسمها وتجربتها الفنية ورافقتها في جميع أمسياتها.
معظم ألبومات ريم أنتجت في أوروبا، ومن بينها «جفرا» (1985)، و«دموعك يا أمي» (1986)، و«الحلم» (1993)، و«قمر أبو ليلة» (1995)، و«مكاغاة» (للأطفال ـ 1996) و«وحدها بتبقى القدس» (2002).


20:00 مساء غد ـ البيت العلماني (الحمراء)، 01,744929
www.rimbanna.com