منار ديبفي مناسبة يوم المرأة العالمي، كرّمت لجنة دعم قضايا المرأة ثلاث فنانات سوريات، هنّ أمل عرفة، وضحى الدبس، ونادين. وذلك، خلال ندوة أُقيمت أخيراً في المنتدى الاجتماعي في دمشق، بعنوان «صورة المرأة في الدراما السورية»، أدارتها ليلاس حتاحت. واختيرت الفنانات الثلاث، نظراً إلى ما قدمنه من أدوار نسائية متميزة في الموسم الدرامي الأخير. واستهلّت الندوة بعرض مقاطع من هذه الأعمال: «حسيبة» لأمل عرفة، و«زمن الخوف» لنادين، و«الحصرم الشامي» و«على حافة الهاوية» لضحى الدبس. ولأن موضوع الندوة بدا حائراً بين المرأة ــ الممثلة وبين صورة المرأة في الدراما، تطرّقت الفنانات المتحدثات إلى الموضوعين، مع التركيز على السؤال التالي: هل أسهمت الدراما في دعم قضايا المرأة؟ وذلك على رغم أن عدد المخرجاتالتلفزيونيات في سوريا محدود، ولدينا أمثلة قليلة الآن كالشابتين رشا شربتجي وإيناس حقي («زمن الخوف» هو عملها الأول). علماً بأن الأولى هي ابنة المخرج هشام شربتجي، والثانية ابنة هيثم حقي. إلا أن نظرة عامة إلى الواقع، تؤكد أن الدراما السورية يصنعها رجال. لكن التغيير جاء من النصوص الدرامية، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة بروزاً لظاهرة الكاتبات، وخصوصاً الشابات منهن. وبعد أمل حنا وريم حنا ودلع الرحبي ومية الرحبي، دخلت إلى المشهد لبنى حداد ولبنى مشلح ويم مشهدي ونور أتاسي ورانيا بيطار، حتى إن الممثلة أمل عرفة كتبت مسلسلين أيضاً هما «دنيا» و«عشتار». ويلحظ في أعمال أولئك الكاتبات، طرحٌ لقضايا المرأة على نحو متفاوت، لكن هو طرح قد يكون جذرياً كما فعلت دلع الرحبي في «عصي الدمع» الذي أخرجه زوجها حاتم علي. ويلحظ أيضاً أن معظم هؤلاء النساء ينتمين إلى الوسط الفني أصلاً بالمهنة أو بالقرابة. وقد تكون الكتابة الدرامية عموماً ملائمة للمرأة لكونها عملاً منزلياً، وتتطلب تقنيتها شغلاً على التفاصيل اليومية والحياتية وقدرة على سبك الأحاديث والحوارات المطولة، كما أن النساء هن من أهم متلقي الدراما التلفزيونية.
وبالعودة إلى الندوة، رأت أمل عرفة التي تصور اليوم مسلسل «أولاد القيمرية»، أنّ الدراما السورية ذكورية، «ويندر أن نرى بطولة مطلقة أو مسلسلاً تدور أحداثه حول حياة أم، مع أننا نشهد حالات جديدة في الدراما تترسخ». وهنا، حاولت عرفة أن تربط بين صورة المرأة في الدراما ووضع المرأة كممثلة، كما أشارت إلى الأثر الذي أحدثته النصوص الجديدة. وعلقت الفنانة الشابة على بعض الأعمال، شارحة «بعض المسلسلات قدمت الأم بمثابة الخادمة في البيت». وحول المرأة الممثلة، رأت أنّ «هناك مشكلة تواجهها الممثلة السورية، وهي أنها عندما تتجاوز مرحلة الصبا التي يمكن أن تقدم فيها دور طالبة الجامعة والحبيبة، توضع على الرف». لكن في المقابل، «لا نجد من يفكّر بالوحدة التي تعيشها امرأة في الخمسين». أما الممثلة نادين خوري، إحدى رائدات الدراما السورية اليوم، فقالت: «منذ سنين، بدأت الدراما تقدم المرأة بشكلها الواقعي، إذ تشغل مواقع حساسة في المجال العملي وليست فقط أماً». وضحى الدبس التي قدمت أخيراً دوراً قوياً في مسلسل «الحصرم الشامي»، رأت أنها تحمّل الدراما أحياناً المسؤولية لأن تأثيرها كبير جداً، لكنها مقصرة في حق المرأة». ويعود السبب برأيها إلى أنّ «لدينا شيئاً في الدراما اسمه ممنوعات... وأن هناك خوفاً». ثم أعلنت: «إنه يوم المرأة وبدي أحكي». وضربت مثلاً «كنا نصوّر عملاً، وفي أحد المشاهد هناك فتاة صغيرة يريد والدها أن يغصبها للزواج من شاب. تذهب البنت إلى أمها شاكيةً، وعند هذه اللحظة يصبح عند الأم حالة بوح تتذكر فيها تجربتها الشخصية، وعند هذه النقطة تدخلت الرقابة، لماذا؟ لأن الأم رمز لا يجوز تدنيسه»! وختمت الدبس بإشارة إلى الأعمال البيئية «التي تغنّت بموروث يرسخ صورة نمطية للمرأة»، والتي لا يمكن القبول بها بحجّّة أنها تقدّم الماضي كما هو. وقالت: «إذا أردنا أن نوثّق فلنوثّق شيئاً جميلاً... ووظيفة الدراما ليست التوثيق». يذكر أنّ لجنة دعم قضايا المرأة أقامت احتفالية في مناسبة اليوم العالمي للمرأة في المنتدى الاجتماعي استمرت ثلاثة أيام، وتضمنت ندوة عن صورة المرأة في الدراما السورية، وأخرى عن صورة المرأة في السينما السورية، وثالثة استعرضت قراءات مسرحية عن المرأة.