ذوبان الأنهار الجليدية في العالم يسارع إلى تحقيق رقم قياسي جديد. هذا ما أعلنه أمس «برنامج الأمم المتحدة للبيئة». ولفت البرنامج في بيان «الذوبان في الجبال» إلى أن تراجع الأنهار الجليدية من الأنديز إلى القطب الشمالي هو من أوضح الإشارات إلى تغيير درجة حرارة الأرض، في إشارة مزعجة إلى تغيير مناخ هذا الكوكب، ما يتعين أن تزيد درجة إلحاح مفاوضات الأمم المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد بحلول نهاية 2009 لمكافحة ارتفاع حرارة الأرض التي تسبب ذوبان الأنهار الجليديّة.
وتشير إدارة مراقبة الأنهار الجليدية في العالم التي يدعمها «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» في جامعة زوريخ في سويسرا، إلى أن أكبر فقدان للجليد في أوروبا كان في جبال الألب والبرانس والمنطقة الإسكندنافية.
وقال مدير الإدارة، ولفريد هابيرلي، في بيان إن «الأرقام الأخيرة هي جزء مما يبدو أنه اتجاه يسير بشكل عاجل مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق».
وأشارت التقديرات التي تستند إلى قياس كثافة الجليد بالأنهار الجليدية إلى فقدان 1.5 متر في 2006 بارتفاع نحو نصف متر عن عام 2005. ولفت برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن تراجع سمك الأنهار الجليدية إلى النصف كان الأسرع منذ بدء المراقبة.
وحمّلت لجنة الأمم المتحدة للمناخ بشكل رئيسي مسؤولية ذلك للاستخدام البشري غير المدروس للوقود التي ترفع نسبة التلوّث في الجو وتُسهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال انبعاثاتها الغازية.
ويمكن أن يؤدي هذا الذوبان إلى حدوث اضطراب في الزراعة، حيث يعتمد ملايين الأشخاص في آسيا على مياه الذوبان الموسمية من الهيمالايا، وإلى ارتفاع مستويات البحر في العالم، وغيرها من الاضطرابات التي لن تستثني أحداً من الكائنات الحيّة.