حين يجتمع ابن القاهرة مع ابن بيروت، وابن الرياض وابن الرباط في استديو واحد، يشكون همومهم ويتبادلون التجارب... تكون النتيجة «أحمر... بالخط العريض»! برنامج تراهن فيه LBC على «الخلطة العربية» والوجوه الشابة في مجال التقديم. فهل ستنجح في تكريس «خط جديد من البرامج التلفزيونية»؟ وما هي الخطوط الحمر التي تود ملامستها؟
باسم الحكيم

قبل بضع سنوات، احتلّت البرامج الواقعيّة (وما زالت)، صدارة اهتمام LBC. سبق ذلك، انشغالها المبالغ فيه ببرامج المنوّعات والألعاب والربح. ولعلّها أسقطت البرنامج الاجتماعي من حساباتها، منذ أيّام «الشاطر يحكي» مع زياد نجيم، ثم تذكّرته فجأة، لـ«فترة محدودة»، «مع ماغي» الذي لم تستمر حلقاته طويلاً. وذلك إثر وقوع خلافات بين ماغي فرح والشركة المنتجةفي هذا الوقت، اتجهت المحطة صوب بعض البرامج الإنسانية والاجتماعية المتواضعة، منها «قصّة عيلة» و«نحنا لبعض»، إضافة إلى البرنامج السعودي الفضائي «عيشوا معنا». أما اليوم، فلن تكتفي LBC بالعودة إلى هذا النوع، بل تراهن على تكريس «خطّ جديد من البرامج التلفزيونية». إذ تطلق هذا المساء، ومباشرة على الهواء، البرنامج الاجتماعي «أحمر... بالخط العريض».
منذ شهرين، لا تتوقف الحركة في «المؤسسة اللبنانية للإرسال»: تحضيرات وتجهيزات وملفّات وريبورتاجات، وعجقة صحافيين ومتخرّجين شباب، ينتظرون جميعاً ساعة الصفر هذا المساء، مع معدّ البرنامج ومقدّمه مالك مكتبي، في حلقة أولى عنوانها «ما العمل؟» (إنتاج pac، المنتج المنفّذ مازن لحّام وإخراج سعيد خليل).
يخوض مالك مكتبي امتحانه الأوّل كمقدّم على الشاشة الصغيرة، لكن تجربته الإعدادية يتجاوز عمرها سبع سنوات، بدأها مع مارسيل غانم في «كلام الناس». من هنا، تبدو خبرته للوهلة الأولى مقتصرة على الحلقات السياسيّة، وخصوصاً أنه ليس متخرج إعلام، بل متخرج من كلية إدارة الأعمال في بيروت، وحاصل على دراسات عليا في العلاقات الدوليّة والدبلوماسيّة من لندن. غير أنّه يستدرك مصحّحاً«إنّنا لم نكتف في «كلام الناس» بالحلقات السياسيّة، بل قدّمنا موضوعات اجتماعيّة وشبابيّة، بينها حلقات عن المسنين والسرطان والسيدا والمعوّقين، وتضمنت ريبورتاجات مع الناس ومن نبض الشارع».
يدافع مكتبي عن شعار البرنامج الفضفاض الذي يجاهر بأنه سيكون «خطاً جديداً في البرامج التلفزيونية»، فيرى أن «طريقة معالجته جديدة وسريعة، ننطلق فيها من الخاص إلى العام، أي من الحالات الإنسانيّة إلى موضوع الحلقة الرئيسي». ويشير إلى أنّ «المختلف هو طرح المشكلات على لسان أصحابها، لا من خلال شهادات الاختصاصيين ومؤسّسات المجتمع المدني». وتستقبل كل حلقة «عدداً من الحالات والضيوف، إضافة إلى حالة استثنائيّة دقيقة، تصل متخفية إلى الاستديو وتظهر صورتها مموّهة للمشاهدين، نتعرّف إلى حكايتها على مراحل منذ بداية الحلقة حتى نهايتها». ويشير إلى أن «كشف هذه الحالة عن نفسها يبقى مرهوناً بقرارها، وقد تمتنع عن كشف هويتها. كما أن هناك خطورة في أن تغيّر هذه الحالة رأيها في الحضور إلى الأستديو في اللحظات الأخيرة». وإذا كانت بعض البرامج الاجتماعيّة على الفضائيّات تبحث عن حلول لمشكلات ضيوفها والحالات التي تستقبلها، يصرّ مكتبي على أن «هدف الإعلام لا يكمن في إيجاد حلول لمشكلات المواطن والمجتمع، بل في تسليط الضوء عليها فقط وتحريك الرأي العام. أضف إلى ذلك أن هذه الحالات قد تستقي الحلّ من خلال تبادل التجارب في الاستديو، كما أن البرامج التي تتحدث عنها تتعلق بمشكلات صحيّة وأمراض مزمنة، وهي بطبيعة الحال ليست مخوّلة حلّ موضوع اجتماعي ومعيشي، تعاني منها نسبة كبيرة من أفراد المجتمع وشبابه، كمشكلة البطالة في لبنان والعالم العربي التي نطرحها في الحلقة الأولى بعنوان «ما العمل؟». فالعمل هو حق طبيعي لكل مواطن، وليس مشكلة فردية تحتاج إلى حل... كما أن هناك برامج أخرى في LBC، تعنى بتأمين المساعدات النقدية والعينيّة أو تحقيق الأحلام».
ويكشف مكتبي أن «الخط الجديد عندنا، لا يكمن في طرح موضوعات تعدّ من المحظورات في مجتمعنا اللبناني والعربي، ولا في اختيار موضوعات ساخنة وجريئة كالاغتصاب والمثلية الجنسيّة مثلاً، بل سنحاول ملامسة الخطوط الحمر المفروضة من المجتمع، من خلال حثّ أصحاب المشكلات على التعبير عن قضاياهم الشخصيّة بجرأة، وبلا خوف».
لا شك في أن مجرد تجهيز ديكور ضخم لبرنامج اجتماعي في بيروت، والاهتمام بتفاصيله بين إعداد وريبورتاجات وإخراج، ودعوة ضيوف من مختلف أنحاء العالم العربي في ظل الظروف الأمنية التي نعيش، هي مسألة تتضمن الكثير من التحدي، وإرادة بالإصرار على الاستمرار في الإنتاج في مختلف الظروف. وهنا يكشف مكتبي عن التحدي في إطلاق معادلة لجمع أشخاص من القاهرة والرياض والرباط وبيروت... تحت سقف برنامج واحد ينطلق الليلة من استديو خاص في LBC، ورهانه الأول والأهم هو الابتعاد قدر الإمكان عن الكلام النظري». لكن كلام الناس عن أنفسهم ليس أمراً جديداً، فقد سبق «أحمر... بالخط العريض» عشرات البرامج التي استخدمت فيها هذه الطريقة، وخصوصاً في الإذاعة. يجيب: «إذا كانت المسألة شائعة في الإذاعة، فإنه لم يسبق لأي برنامج اجتماعي أن سلّم هواءه للناس العاديين من المغرب والأردن والسعوديّة ومصر والكويت...»، مضيفاً «إنني أمضيت أخيراً أسبوعين في الرياض وغيرها من العواصم العربيّة، بهدف التحضير لتقارير الحلقات الأولى».
عندما تسأله عن نقاط التشابه، الشكلي على الأقل، مع برنامج «الشاطر يحكي»، يفضّل مكتبي عدم إقامة المقارنة مع أي من البرامج الاجتماعيّة الأخرى، «نسعى إلى تقديم فكرة مختلفة غير مستهلكة، آملاً أن تأتي الخطوة بمستوى الطموحات والآمال والثقة التي ائتمنتي عليها إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال، إضافة طبعاً إلى الحظو بثقة المشاهدين». وهنا يُفاخر بـ«ثقة مارسيل غانم بقدراتي، وهو الذي دفعني لأن أشتغل على نفسي أكثر فأكثر». وحول السبب وراء اختياره لتقديم البرنامج، واهتمام LBC المستجد بالبرامج الاجتماعيّة، يترك الجواب برسم المحطة. إلاّ أنه يعطي لنفسه الحق بالإجابة عن السؤال كمشاهد مجتهد لبرامجها منذ سنوات طويلة، موضحاً أن «LBC هي قناة تحرص على التنويع في برامجها وترضي مختلف الأذواق، لذا تقدّم اليوم البرنامج الاجتماعي إلى جانب السياسة والترفيه والدراما».


كل أربعاء 20:30 على الفضائية اللبنانية
21:45 على LBC