strong>باسم الحكيم«أربع نسوان على واحد». هذا ما راهن عليه «الليلة ليلتك» قبل عشر سنوات، فحقّق حضوراً محلياً جيداً. والليلة، تعرض LBC النسخة الثانية من البرنامج الحواري، معوّلةً على نكهته العربية، وعصابة «حكي نسوان»... موعدُنا هذا المساء مع الجنس والحبّ والقليل من السياسة
بين المزح والجدّ، اجتمعت أربع صبايا على رجل واحد قبل عشر سنوات في برنامج «الليلة ليلتك». واليوم سيقع الرجل مرّة أخرى، في شباك نجمات مسرحية «حكي نسوان»، في النسخة الثانية من البرنامج. بطلات النسخة الأولى تبدّلن جميعاً: المذيعة الرئيسيّة غريتا غصيبة التي شاركت في إعداد الحلقات آنذاك مع عماد موسى، قبل أن تنقل التجربة إلى إذاعة «صوت الشعب»، بصيغة مختلفة بعض الشيء في برنامج «ساعة إلك ساعة عليك»، تعيش في الخارج. بينما ابتعدت بقيّة الصبايا، وبينهن ماريان خلاط، وجويل توما، وكارول عبّود عن الأجواء الإعلاميّة منذ سنوات. من هنا، عندما خطرت للمخرج طوني قهوجي، فكرة إعادة إحياء «الليلة ليلتك» قبل نحو ستة أشهر، اتجه للبحث عن أربع نساء، تتوافر لديهن المواصفات المطلوبة لاستضافة رجال يعملون في مختلف المجالات كالمسرح والسينما، الموسيقى والغناء، وربّما السياسة. والأهمّ أنه أراد أربع صديقات قبل كل شيء... فكان الحل عند فريق صبايا مسرحية «حكي نسوان» التي عرضت أخيراً، وتناولت بجرأة حميميّة المرأة، وعلاقتها بجسدها، والصورة التي يفرضها عليه المجتمع.
في السنوات الأخيرة، تعوّدت LBC مع شركة «رؤى» للإنتاج، أن تجعل جمهور التلفزيون يلحق بأبطال الدراما المحبّبين لديه إلى صالات السينما، كما حصل مع «بنات عماتي وبنتي وأنا»، ثم كرّرت التجربة في «غنوجة بيّا». إنما هنا، في «الليلة ليلتك»، تحدث الأمور بصيغة معاكسة. ولعلّها من المرات النادرة في العالم العربي التي يصل فيها المسرح إلى بيوت العالم العربي من بوابة التلفزيون، وأن يؤهّل عمل مسرحي جريء نجماته، لفرصة الفوز بتقديم برنامج حواري. طبعاً، إذا ما استثنينا فرق «الشانسونييه» التي حوّلت، في معظمها، نشاطها إلى التلفزيون بشكل خاص.
هكذا، تخوض لينا خوري، مخرجة «حكي نسوان»، أولى تجاربها أمام الكاميرا، وخلفها كمشاركة في الإعداد مع عماد موسى وإيلي عرموني. فور دخول لينا إلى الاستوديو، تعطي الصبايا الثلاث ندى أبو فرحات، أنجو ريحان وزينب عسّاف الإشارة للدخول، ليرحّبن معاً بالضيف. والضيف هنا، لن يكون بعد اليوم من لبنان فقط، لأن البرنامج يبحث في صيغته الجديدة ـ وكما معظم برامج LBC ـ عن هوية عربيّة، ليتمكن من منافسة البرامج الحواريّة على الفضائيّات العربيّة. وهي برامج، إن اختلفت أفكارها عن بعضها قليلاً، فهي تلتقي في أسماء ضيوفها، الذين يتكررون في جميع البرامج.
يفضل عماد موسى عدم التعليق على ما ورد في الإعلان الترويجي الذي بثته LBC بكثافة: «أربعة على واحد»، وما حمله من إيحاءات، يُراهن عليها البرنامج دون شك. ويقول: «هذه المسألة مرهونة بقسم الترويج في LBC. ومع ذلك، فكرة اجتماع أربع نساء على رجل ستحمل حدّاً أدنى من الهجوم الأنثوي على الذكر». ويشرح بأن «الصبايا الأربع، تجاوزن التابوهات في العمل المسرحي، وهنا سنلامس التابوهات من دون أن نتخطى السقف المتعارف عليه في التلفزيون... سنناقش الضيف بموضوعات جريئة كالجنس والخيانة، وهو مَن يحدد سقف الحديث بحسب مدى تقبّله للأجواء المرحة التي تفرضها الحلقات، وخصوصاً إذا كان «نسونجي»... لكن الحوار سيكون مريحاً وطريفاً، ولن يتوخى إحراج هذا الضيف». تشغل فكرة «العرب أولاً»، بال المخرج طوني قهوجي. لذا، يعمد إلى تقديم مادة تعني المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج. يدرك مدى الصعوبة في إرضاء فضول الجمهور ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم كله، لأننا نعيش زمن الفضائيّات». وبعدما وجد الصبايا الأربع اللواتي يناسبن «فورما» البرنامج، تجده اليوم ينهمك في البحث عن نوعية ضيوف معروفين على المستوى العربي، وبينهم أولاً الممثل فاروق الفيشاوي (راجع البرواز)، الإعلامي مفيد فوزي، الصحافي يحيى جابر والنجم الرياضي المصري خالد الغندور. ويشير قهوجي إلى أننا «لن نتكل على خبرية أو فضيحة، لأن أي حدث في حياة الضيف، ليس هدفاً بالنسبة إلينا». وفي زمن التوتر السياسي في لبنان والمنطقة، يستبعد قهوجي أن تكون الليلة هي ليلة أحد السياسيين، علماً بأنّ رجال السياسة (مثل إيلي الفرزلي ووليد جنبلاط وميشال إده...)، ومعهم بعض الوجوه الفنية البارزة (زياد الرحباني وملحم بركات...)، أعطوا النسخة الأولى بريقاً خاصاً.
لكن طوني قهوجي لا يخفي رغبته في استقبال عمرو موسى (الأمين العام لجامعة الدول العربية) الذي يعد النجم العربي الأوّل حاليّاً». ويرى عماد موسى أن «الأجواء السياسيّة الحاليّة غير مريحة، بينما كانت الأمور مختلفة سابقاً، وكان التحرك الميداني أسهل». ويراهن موسى على حس الفكاهة والنكتة، ويرى أن الطبيعة المرحة للضيوف شرط أساسيّ لإنجاح البرنامج، كاشفاً عن فقرة المفاجأة التي تختتم بها كل حلقة، وكذلك عن الريبورتاجات، ومنها ريبورتاج عن حياة الضيف على طريقة «الليلة ليلتك»، وحوار أولي مسجّل مع الضيف قبل الحلقة، أعيد ترتيب الأسئلة على أجوبة الضيف بطريقة خفيفة وساخرة».
رغم كونه برنامجاً حواريّاً، لا يتخوّف قهوجي من تشابه «الليلة ليلتك» مع سواه من البرامج الحواريّة، «ليس هدفنا تناول أعمال الضيف، ولا نرغب في ترويج مادة تضعنا في خانة الصحافة الصفراء في عشرين حلقة قابلة للتجديد». ومن يتذكر البرنامج منذ عشر سنوات، يدرك أن الحوار مع الضيف يتخذ منحىً طريفاً يقوم في الأساس على إعطاء الرجل فرصة للتحدث عن آرائه في المرأة والحياة وعلاقته بالبيت وحياته الخاصة ونظرته إلى مختلف الأمور، بعيداً عن لغة الفضائح. وباعتباره برنامجاً حواريّاً، يسقط قهوجي الرهان على الإبهار المشهدي. لكنه يراهن على نجاح الفكرة القديمة، بعد لمسات التجديد التي وضعت عليها، وكذلك على الفقرة التي تخلع فيها الصبايا أثواب المقدّمات، ليعدن ممثلات في مشهد مسرحي خاص، تختلف طبيعته بين حلقة وأخرى. كما أن الفرقة الموسيقيّة التي سطع نجمها في الموسم الأول، يوم كانت تبدأ الحلقة بالموسيقى وتستمر بالموسيقى وتنتهي بالموسيقى، ستغيب عن الموسم الجديد، وستستبدل بفواصل موسيقيّة خاصة. وعند الدخول معه في لغة الأرقام، يحاول قهوجي التهرب من الإجابة، مشيراً إلى أنها «مسألة طبيعيّة أن يستفيد الضيف من البرامج التي يطل فيها». إذا نجحت تجربة فريق «حكي نسوان» في التلفزيون، فقد تُفتَح معها شهية الفرق المسرحيّة الأخرى على دخول عالم التلفزيون.


السهرة الأولى مع فاروق
كل سبت 20:40 على LBC
كل خميس 20:30 على الفضائية اللبنانية