علاء اليوسفي
ليس عادياً أن يجتمع ميشال عون وحسن نصر الله في مقابلة إعلامية واحدة. الحدث يمثّل سبقاً يتمنى أن يحصل عليه أي صحافي. الصورة هنا لا تقلّ أهمية عن مضمون الحلقة (راجع «الأخبار»، عدد أمس). الجمهور يتأثر بالصورة كما يتأثر بالخطاب السياسي. هذه الصورة تعمل عليها في الغرب وفي أميركا تحديداً، شركات متخصصة ومستشارون إعلاميون ونفسيون خلال الحملات الانتخابية. لسنا هنا أمام حملة انتخابية، كذلك لسنا في أميركا. لكن التلفزيون لم يعد فقط وسيطاً إخبارياً. في حالتنا اللبنانية الفريدة، باتت الشاشة وسيلة عاطفية أيضاً. قائدٌ يتكلّم وآلاف (ملايين؟) من المشاهدين يستمعون، ويتأثرون، ويتفاعلون. التواصل بين الزعيم والجمهور مشحون بطاقات تنتقل عبر الأثير، على رغم أن حقل التأثير يكاد يتّخذ مساراً باتجاه واحد، من الزعيم إلى الجمهور. ولا تصبح هذه العلاقة تفاعلية إلا حينما تتحرر من الشاشة إلى الهواء الطلق ويصير الاثنان وجهاً لوجه. صورة القائد السياسي حسّاسة تجاه الظهور الإعلامي. هي تفقد من وهجها أمام الأضواء عندما يتكرر ظهورها. لذا، يحرص حسن نصر الله على تقنين ظهوره ولا يعلّق على كل تفاصيل اليوميات السياسية. كذلك يفعل الجنرال، رغم بعض العثرات الإعلامية. الجمهور قد لا يريد لصورة القائد أن تنزل من عليائها. يرغب، لسبب ما، بأن يحتفظ بها رمزاً. لكن لا يضير رمزية الصورة أن تُضاف إليها لمسات إنسانية، تتضمن مزاحاً أو تهكّماً على منطق الطرف الآخر يثير الابتسام في الطرف الآخر من الشاشة... لقطات كهذه يطلبها الجمهور، فهل ينجح جان عزيز في استثارتها لدى ضيفيه بعفوية وتلقائية؟ يذكر أن المقابلة التي سُجّلت أول من أمس، جمعت السيّد والجنرال في مكان واحد، فهل يكون المكان هو كنيسة مار مخايل، مهد ولادة مذكّرة التفاهم؟
21:00 على otv
علي حمادة سيدخل على خطّ لقاء «أو تي في»، إذ يستضيف عند التاسعة في برنامج «الاستحقاق» عضو اللقاء الديموقراطي أكرم شهيب وعضو التيار الوطني الحر إبراهيم كنعان، ويسألهما عن الوساطة العربيّة وأحداث مار مخايل. ولأن الحلقة التي تعرض على «المستقبل» الأرضية والإخباريّة، تتزامن مع لقاء عون ونصر الله، سيتحول البرنامج منبراً لمداخلات نواب 14 آذار حول هذا اللقاء.