كذب المنجمون ولو صدقوا... لكن في بلد غير الصين! فالرسوم التوضيحية والبيانيّة والتوقعات والنشرات الاقتصادية لم تعد دليلًا قاطعاً بالنسبة لكبار المستثمرين ورجال الأعمال الذين يتعلّق مصيرهم بلعبة الأرقام والبورصات، فقد تركوا التكنولوجيا والعلم ليستنيروا بتوقعات معلّمي فلسفة «فنج شوي» الصينية في اتجاه الأسواق في آسيا خلال عام الفأر الصيني الذي بدأ أمس. ولهذه الفلسفة شعبيتها عبر شرق آسيا حيث يمارسها الصينيون، وهي تعتمد على حركة الكون إضافة إلى وضع الأثاث وترتيب المساحات بشكل معين للحصول على «تدفق في الثروة». ويعتقد المؤمنون بها بإمكان استخدامها لزيادة الثروة وتحسين الصحة وتقوية العلاقات الشخصية.
في هونغ كونغ وسنغافورة تؤخذ الفلسفة بشكل جدي للغاية، لدرجة أن الشركات تستشير خبراء «فنج شوي» في كل شؤونها وتفاصيل عملها بدءاً باستراتيجية العمل وصولًا إلى التصاميم الداخلية، لدرجة أن مدينة «ديزني لاند» غيرت زاوية مدخلها الرئيسي في هونغ كونغ بعد استشارة خبير في «فنج شوي»!
أما ليم، وهو أحد المتعاملين في شركة سمسرة في سنغافورة، فيحصل على قراءة طالعه سنوياً مع بداية العام الصيني الجديد، وهو يزيّن مكتبه بتماثيل ثيران صغيرة على أمل أن يكون أداء السوق قوياً، ورغم ذلك فقد أصيبت استثماراته بانتكاسة عندما تراجع مؤشر «ستريتس تايمز» الأساسي في سنغافورة 15 في المئة منذ بداية العام. ومع تراجع أداء البورصات من اليابان وحتى نيويورك منذ بداية العام بسبب المخاوف من تباطؤ عجلة الاقتصاد العالمي، يرى المشككون بتوقعات معلمي هذه الفلسفة أنه ليس من الضرورة أن تكون خبيراً في «فنج شوي» لتخرج بهذه التوقعات. وتأسفت شركة «C.L.S.E» في مذكرة خاصة للعملاء لعدم وجود توقعات بشأن «من سيفوز بكأس الامم الأوروبية لعام 2008 أو من سيكون الرئيس الأميركي المقبل».
(رويترز)