في مسعى جديد منها إلى «تثقيف جنودها» في المعارك التي يخوضونها في المناطق العربية والشرق أوسطية التي دخلوها أخيراً، وزّعت وزارة الدفاع البريطانية ثلاثة كتيّبات على قواتها في العراق وأفغانستان لتزويدها «بنظرة ثاقبة عن الثقافة العربية والثقافة الإسلامية» حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أمس. وقالت الصحيفة إن الوزارة أوردت في الكتيّبات «أن السياسة الغربية لمرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن أدّت إلى انتشار شعور بين أوساط الكثير من العرب بأن الولايات المتحدة تقود مع عدد من حكومات الدول الأوروبية (من بينها بريطانيا) أجندة خفيّة تحت ستار الحرب على الإرهاب الدولي».وأضافت أن الكتيّبات «تبلغ الجنود البريطانيين أن العرب يحمّلون بريطانيا وفرنسا مسؤولية خلق دول مصطنعة في المنطقة ظلّت حدودها تمثّل مصادر للتوتر منذ إحداثها، وتذكّر القادة العسكريين بأن الغربيين يُنظر إليهم في العالم العربي على أنهم جهلة ثقافياً لكونهم يعتقدون أنهم ورثوا ثقافة أرفع مقاماً من ثقافة العرب». وأشارت الصحيفة إلى أن الكتيّبات الرامية إلى مساعدة الجنود وموظفي وزارة الدفاع في العراق على فهم الناس الذين يتواصلون معهم وتزويدهم بتقويم عن الثقافات العربية والتقاليد الإسلامية ذكرت أن «الشريعة الإسلامية متحيّزة ضد النساء». وتضمّنت كتيبات الوزارة تلك نصائح بما ينبغي للجنود فعله أو تجنّبه عند تعاطي الكحول والتدخين والتصوير والضيافة والتفاعل الاجتماعي، وذلك باطلاعهم على بعض مفاهيم الشعوب العربية ومبادئها، مثل نظرة العرب إلى العار وموقفهم من تقارير الدول الغربية ضد سجلات حقوق الإنسان في الدول العربية والتي يراها الكثيرون في المنطقة «جوفاء» لأنها تتجاهل الانتهاكات التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني وتتم بمصادقة هذه الدول، حسب رأيهم.
(يو بي آي)