عثمان تزغارت
الضجّة التي أثارها انسحاب سعيد ولد خليفة وناديا شرابي من «المهرجان الدولي البلجيكي لأفلام الحب» (راجع «الأخبار» ـــــ عدد 5 شباط/ فبراير 2008)، لم تمر بشكل عابر. الجدل الذي فجّره المخرجان الجزائريان بشأن تخصيص تظاهرة خاصة بالذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، دفع المهرجان، الذي يُختتم بعد غد في مدينة «مونس» البلجيكية، إلى إلغاء تلك التظاهرة.
وكان الجدل الذي أثاره ولد خليفة وشرابي قد دفع السينمائي والمسرحي التونسي الفاضل الجعايبي إلى الانسحاب، إضافةً إلى السوري عبد اللطيف عبد الحميد، الذي كان سيشارك فيلمه الأخير «خارج التغطية» في تظاهرة «أضواء من مناطق أخرى». وإذا كان المهرجان البلجيكي قد تراجع عن الاحتفاء بإسرائيل «المغتصبة» في تظاهرة خاصة بالحبّ، فإن تعامله مع المنسحبين العرب لم يكن لائقاً. لقد اكتفى في البداية بإصدار بيان مقتضب أعلن فيه انسحاب الأفلام الثلاثة الجزائرية والسورية، لأسباب «تتجاوز حدود المجال السينمائي». وأعلن البيان أنّ ثلاثة أفلام بديلة ستحلّ مكان الأعمال المنسحبة. وكان لافتاً أنّ فيلم «زيارة الفرقة الموسيقية» الإسرائيلي وجد طريقه إلى «المسابقة الرسمية الدولية» التي تُعَدّ التظاهرة الرئيسية للمهرجان، ليأخذ مكان فيلم «عايشات» لسعيد ولد خليفة!
لكنّ مصادر مقرّبة من إدارة المهرجان كشفت أنّ الخطاب المطوّل الذي وجّهه سعيد ولد خليفة إلى المهرجان أثار جدلاً كبيراً، وانتهى بقرار إلغاء تظاهرة الاحتفاء بتأسيس إسرائيل. وتُرجم ذلك بتوزيع الأفلام المشاركة فيها على بقية تظاهرات المهرجان، وحذف الفقرة الخاصة بالذكرى الستين لتأسيس إسرائيل من الموقع الإلكتروني للمهرجان، وبالتالي حجب العلم الإسرائيلي الذي كان يتصدّر البوابة الرئيسية للموقع.
وتجدر الإشارة إلى أنّ السينما العربية حاضرة بقوّة في المهرجان، رغم انسحاب الأفلام الثلاثة المذكورة أعلاه. إذ تشارك عشرة أعمال أخرى لسينمائيين عرب، بينها فيلمان في المسابقة الرسمية، وهما: «ألوان السما السبعة» للمصري سعد الهنداوي، و«الجمال الضائع» للمغربي لحسن زينون. كما تشارك في تظاهرة «أضواء من مناطق أخرى» ثلاثة أفلام عربية هي: «عند حدود الليل» للجزائري ناصر بختي، و«تطريزات يدوية» للمغربي عمر شرايبي، و«هي فوضى» ليوسف شاهين.
السينما التونسية تشارك في «المسابقة التوثيقية» بشريط «كحلوشة» لنجيب بلقاضي. كما تُُعرض ثلاثة أعمال تونسية أخرى بارزة هي «ريح السدّ» للنوري بوزيد، و«حلفاوين: عصفور السطح» لفريد بوغدير، و«صمت القصور» لمفيدة تلاتلي، وذلك ضمن تظاهرة خاصة تحتفي بالمنتج التونسي الراحل أحمد بهاء الدين عطية.
أما المفاجأة العربية الأكبر في هذا المهرجان، فتتمثل في حضور أول فيلم روائي سوري من نوع الرسوم المتحركة، بعنوان «خيط الحياة» للمخرجة رزان حجازي عن سيناريو لديانا فارس. وتجدر الإشارة إلى أن إيران ستدخل هي الأخرى «مسابقة الرسوم المتحركة» بعمل جماعي للثلاثي مرتضى آحادي شركاني ومحمد علي سليمان زاده وعبد الله علي مراد بعنوان «الغراب، ذلك العصفور الغريب».