storng> فاطمة داوود
في العام الماضي، قرر نقيب الفنّانين السوريّين صباح عبيد أن «يحارب التلوث» الغنائي، فمنع بعض المغنّيات من تقديم الحفلات في سوريا، وحقق شهرة لا بأس بها. واليوم، جاء دور القاهرة حيث أعلن نقيب الموسيقيّين منير الوسيمي الحرب على «فنّّانات العري»، واتّخذ قرارات حاسمة بسحب عضوية روبي وبوسي سمير. كذلك هدّد بحجب الثقة عن كلّ فنانة تتوسّل الجسد لتحقيق الشهرة. أما في لبنان، فلم يحرّك أحدهم ساكناً: لا النقابات الفنية قادرة على وضع معايير فعّالة لضبط الساحة الفنية، ولا السلطات تؤدي دورها في هذا المجال. وبينما تركت النقابة لبعض الدول الشقيقة مهمة مساعدة الفنانين اللبنانيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية، يبقى ردّ الجهات المعنية واحداً: الأوضاع السياسية القاهرة تُرخي بظلالها على البلاد، ولا مجال للتفكير في الفن وشجونه. لكن، لماذا لا تؤدي النقابة أي دور، يمنع التجاوزات الحاصلة على الساحة الغنائيّة؟ يتحسّر نقيب الفنانين المحترفين إحسان صادق على «وضع النقابة المشلول»، مؤكدّاً على ممارستها أدواراً أخرى مثل مناقشة كيفية انضمام أي فنان إلى عضوية النقابة بعد الخضوع للجنة متخصصة. وهو ينفي أن تكون هيفا ودومنيك حوراني ودانا مثلاً من المنتسبات إلى النقابة، على رغم أنّهن قدّمن طلبات للحصول على شرف العضوية. «لكنّ اللجنة لم تبتّ الطلبات بعد»!
ويعرب صادق عن استيائه من الأوضاع السائدة: «النقابة لها دور معنوي حالياً. أما الدور الحقيقي فمعطّل تماماً مثلما هي حال الدولة. ونحن ننتظرُ تحقيق مطالبنا، نظراً إلى التجاوزات الهائلة التي تمسّ الفن... فهل يجوز مثلاً أن يدفع الفنان اللبناني نحو 45 في المئة من الضرائب بعد تخطّيه الحدود اللبنانية، وألاّ يدفع الفنان الأجنبي فلساً واحداً للنقابة هنا، ويكتفي بدفع 9 في المئة فقط من مردوه للدولة اللبنانية؟... لقد طالبنا الحكومة بأن تقتطع من مردود الفنّان الأجنبي نسبة 10 في المئة، دعماً لصندوق التعاضد. لكنها رفضت، ولم تتجاوب معنا». وفي مقارنة سريعة بين نقابتي مصر وسوريا من جهة وتلك اللبنانية من جهة أخرى، يرى صادق أنّ «التشريعات القانونية النافذة تمنح النقابتين السورية والمصرية حقّ المتابعة والملاحقة والمراقبة والمنع. أما في لبنان، فلم ننل هذا الحقّ بعد، على رغم أن القانون الوضعي أشار إلى ذلك».
أما الشروط الواجب توافرها في الفنان للانضمام إلى النقابة، فهي شهادة معترف بها من معهد الفنون في المقام الأول. وإن لم يكن من المتخرجين فيجب أن تكون له بصمات واضحة ومشرّفة في عالم الفن تماماً. بينما تدرس طلبات الجيل الحالي من لجنة متخصصة في مجال الغناء، ثم ترفع مذكّرة الى مجلس الإدارة كي تتّخذ قراراً نهائياً بالرفض أو القبول.
هكذا إذاً تنصّ القوانين والأعراف. لكن التطبيق مستحيل ما دامت برامج مثل «ستار أكاديمي» و«سوبر ستار» و«إكس فاكتور» تعطي صكوك الاعتراف بالمواهب من تلقاء نفسها ومن دون أي شرعيّة حقيقية. ويبدو أنّ مراجعة نقابة الفنانين غير واردة أصلاً ما دام النجوم يعملون وفق حسابات ومعايير خاصة.
أما بالنسبة إلى قضية علاج فنّاني لبنان على حساب دول أخرى، (وديع الصافي وإعلان الرئيس السوري بشار الأسد تكفّل مصاريف علاجه في دمشق مثلاً)، فيقول النقيب إن بطاقة الضمان التابعة لصندوق تعاضد النقابة، خوّل الصافي العلاج كاملاً حتى في دمشق. وهنا، يعود صادق ويؤكد ضرورة تحقيق الدولة مطالب النقابة، خصوصاً لجهة دعم صندوق التعاضد.