عددٌ قليل جداً من مخرجي السينما المصرية، نجح في استقطاب جمهور، يزحف نحو الفيلم من أجلهم هم، لا من أجل النجوم أو مضمون العمل... من بين هؤلاء، يطلّ خالد يوسف الذي أقنع الجمهور في أفلامه الأخيرة، بأنّه يقدّم وجبة دسمة تستحق المشاهدة، حتى لو اختلف النقاد على سلبيات وإيجابيات ما ينقله إلى الشاشة الفضية... هذه الحقيقة تأكدت مع «حين ميسرة» الذي يعدّه يوسف فيلمه الأول، علماً بأنه أخرج قبله خمسة أفلام. وعلى رغم الانتقادات الحادة التي طالت الشريط، وخصوصاً من الصحف الحكومية، لم يمنع ذلك المصريين والسياح العرب من الحرص على مشاهدته، ليروا ماذا يجري في عشوائيات القاهرة، وكيف يعيش الناس هناك. إلا أنّ خالد يوسف الذي قدّم أول أفلامه «العاصفة» عام 2000، لم يحقق الشهرة فقط بسبب قدرته على أعمال تناسب المخرج لا النجم، إنما أضاف إلى شخصيته تميزاً آخر عندما نجح في الاستقلال عن أستاذه يوسف شاهين، وصنع أفلاماً عدة، ناجحة جماهيرياً. وذلك لم يتكرّر مع معظم تلاميذ شاهين، حتى أبرزهم يسري نصر الله الذي يقدّم أفلاماً مهمة، لكنّه يفعل ذلك كلّ ثلاث سنوات على الأقل. خالد يوسف رفع معدل أفلامه إلى اثنين كل عام، وهو ما لم يفعله شاهين نفسه طيلة مشواره الفني. اللهم إلا في السنوات الأولى، أي قبل أن يفرض اسمه بقوة على الساحة السينمائية. وفي الأشهر الماضية، أكد يوسف على وفائه لأستاذه وعاد ليعمل معه مساعداً في «هي فوضى». بينما ردّ شاهين الجميل، ووضع اسم تلميذه إلى جانب اسمه، في سابقة لا يفعلها إلا «جو». لكنّ شهرة خالد يوسف في الآونة الأخيرة لم تعتمد على نشاطه السينمائي فقط، فالرجل اليساري الناصري جعل من حياته الخاصة مادةً شيقةً للصحافة الفنيّة: ارتبط وانفصل سريعاً عن الممثلة منة شلبي، على رغم أنّه متزوج وأب لطفلين. ومخرج «خيانة مشروعة» يطلّ الليلة مع زاهي وهبي في «خليك بالبيت»، ليتحدث عن الصدمة التي تحدثها أعماله، وخياراته الفنية، وشاهين. يعاد عرض الحلقة، مساء الجمعة عند الساعة 21:00 على «المستقبل» الأرضية.

21:00 على «المستقبل» الفضائية