strong>بيسان طي
«كيف هالتمثيل معك؟» أو ماذا يفعل الممثلون في لبنان؟ إنه عرض مسرحي جديد من تأليف كميل سلامة وإخراجه، يستضيفه «مسرح مونو» البيروتي حتى الثاني من آذار (مارس) المقبل. «بحسنة هالممثلين» هو العنوان الفرعي للعرض، يوحي بالتسوّل واستدرار الشفقة على «سوء حال» المهنة في لبنان. في هذا المناخ من السخرية السوداء، جمع سلامة سبعة ممثّلين من الجيل الشاب، هم من تلامذته السابقين في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية.
يفتتح العرض على المشهد الأخير، أي التحيّة التي يلقيها الممثلون والمخرج كحيلة لجر الجمهور إلى اللعبة، «ما دمتم كثراً نوعاً ما، نستطيع أن نقدّم المسرحية الليلة». وهنا يبدأ الحديث عن ظروف إنتاج المسرحيات في لبنان، عن «أيام» كان المحاسب الذي يعمل لدى المنتج، يعد الممثلين بـ«سفرات إلى أوستراليا» ليدفع لهم ربع الأجر... ثم تُرفع الستارة عن العرض، أو عن حكايات التجارب كما عاشها الممثلون، فيروونها بأنفسهم... وفي خلفية المشهد تمثال «أوسكار» يدير ظهره للجميع.
يبدأ العرض من السنة المدرسية الأخيرة، ومن امتحان الدخول إلى معهد الدراسات المسرحية في الجامعة اللبنانية، لننتقل لاحقاً إلى جلسات الـ casting التي يخضع لها طلاب السنة الأولى أو الثانية... أو الثالثة. منذ اللحظة الأولى، سيقول الممثلون إنّ حلم التمثيل يكاد يتبخّر، وإنّهم سيقدمون أدواراً مُكررة في مسرحيات للأطفال، أو عروضاً في صالات المراكز التجارية الكبرى (مولات) في الخليج؟
سندخل مع سلامة وممثليه إلى غُرف منتجين يبحثون عن ممثلة ذات قوام رشيق، وستنتهي إحدى الممثلات مذيعةً لبرنامج ترفيهي يطرح أسئلةً تافهةً على الجمهور... وسنشاهد أنواعاً مختلفة من المنتجين يوجِّه من خلالهم سلامة نقداً لعقليّة تنظر إلى الفنّ كديكور لنشاطاتها.
لم يقدّم كميل سلامة حبكةً كلاسيكيةً، ولم يُعط لممثليه أسماءً، بل أراد من خلال المَشاهد المتتالية أن يقدّم كلّ (أو معظم) ما يتعرض له الممثلون في لبنان، ليصل إلى ذروة الاحتجاج في مشهد غنائي، يعدّد خلاله ممثلو الخشبة أسماء نجوم هوليوود وعادل إمام... وعلى جدار الخشبة تمرّ أسماء الممثلين اللبنانيين المنسيين، تتوالى متسارعة، كما تمر في ختام أي فيلم. أسماء كثيرة نسيناها، ولا ندقق فيها حين نراها كما نفعل تماماً عندما ينتهي المشهد الأخير من «القصة» فلا نهتم لأصحاب الأدوار الثانوية في صناعتها.
لا شك في أنّ واقع الممثلين والتمثيل ــ مسرحاً أو سينما أو دراما تلفزيونية ــ بائس في لبنان. لكنّ سلامة الذي اختار أن يهرب نحو إضحاك الجمهور، ذهب بعمله نحو الكوميديا الخفيفة، ولم يعالج المشكلة من خلال طرح عميق. لقد قدم لجمهوره اللغة التي كان الأخير يتوقعها أو يعرفها. وبدت بعض المشاهد كأنها مجرد اسكتشات، لا تسمح بمعالجة عميقة، سجاليّة، للواقع الذي وصل إليه فنّ التمثيل في لبنان. ولعلّها المفارقة الأساسيّة لهذا العمل: أراد هذا المسرحي المخضرم أن يسلّط الضوء على حال الممثلين في لبنان، فلم يترك لهم أن يوغلوا في بلورة لغة مسرحية متجددة. لكنّه نجح في المقابل في إدارة ممثليه واستغلال الخشبة... وفي التذكير بالواقع المخزي الذي يحاصر أهل المسرح، والممثلين بشكل خاص في بلد يدّعي الريادة الفنيّة مثل لبنان!



•«كيف هالتمثيل معك» حتى 2 آذار (مارس)، 8:30 مساءً، مسرح مونو: 01,202422

•جمهور الطرب الأصيل في بيروت على موعد غداً مع غادة شبير. تحيي «كاهنة الموشّحات» أمسية استثنائية على خشبة «مسرح المدينة» عند الثامنة والنصف من مساء غد الجمعة، تقدّم خلالها بعض أعمال أسطوانتها الجديدة «قوالب» التي أهدتها إلى سيد درويش. للاستعلام 01،753010