موضوع «الحرب على الإرهاب» التي تشنّها الولايات المتحدة الأميركية منذ 2001 سيكون الحاضر الأبرز في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2008 وذلك من خلال اختيار ثلاثة أفلام وثائقية للتنافس على الجائزة، بالرغم من فشل بعض هذه الافلام في تحقيق النجاح في شباك التذاكر. ويعالج فيلمان من خمسة مرشحة في هذه الفئة، بشكل مباشر، الحرب على العراق فيما يتطرق وثائقي ثالث الى قضية تعذيب سجين أفغاني معتقل في قاعدة عسكرية أميركية. ويأتي هذا الاختيار بعد خمس سنوات على الفضيحة التي أثارها المخرج الاميركي مايكل مور وأرغمته على الانسحاب من منبر حفل توزيع جوائز الأوسكار لانتقاده بشدّة الحرب على العراق.وفي هذا الشأن يعلّّق مور قائلاً إن «أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية اختارت ثلاثة أفلام مناهضة للحرب. واليوم تكرّم هوليوود الافلام التي تتطرق الى الحرب على العراق التي كانت سبب إبعادي عن منبر الحفل».
ويذكر أنّه خلال العام الماضي أثار وثائقيان عن «الحرب على الإرهاب» ضجة كبيرة هما No End Insight (لا مخرج في الأفق) للمخرج تشارلز فيرغوسون وTaxi to the dark side (العبور الى الجهة المظلمة) لأليكس غيبني.
ويسرد هذا الفيلم قصة وفاة سائق سيارة أجرة في الـ22 من العمر يدعى ديلاوار أثناء الاعتقال في قاعدة باغرام الجوية (شمالي كابول) في 2002. وكشف تحقيق أن ديلاوار تعرّض للضرب وعلق لأيام في الزنزانة التي كان محتجزاً فيها.
وتأثر غيبني كثيراً بقضية ديلاوار لأن والده الراحل كان محققاً في البحرية الاميركية يستجوب سجناء يابانيين خلال الحرب العالمية الثانية. ويرى غيبني أن أساليب الاستجواب التي كانت تستخدم «في الحرب على الإرهاب» هي خير دليل على فشلها. وقال غيبني «إذا استمعتم جيداً الى تصريحات أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) وإذا ما درستم نشاط المجموعات الإرهابية عبر التاريخ فإن هدفها هو حمل المجتمعات الديموقراطية على نسف مبادئها». أما فيرغوسون، في فيلمه «لا مخرج في الأفق»، فيجمع آراء أكثر من 70 مسؤولاً شاركوا في إدارة الحرب على العراق بعد غزو القوات الاميركية والبريطانية لهذا البلد. وأكد أن فيلمه الذي أنتجه بالكامل بأموال شخصية، جاء كرد فعل على تغطية بعض وسائل الإعلام المغلوطة للحرب على العراق. وقال فيرغوسون إنه «صدم» للنكات التي سمعها خلال التحقيق الذي أجراه. وصرح لوكالة فرانس برس «كنت على علم بمعظم الوقائع لكنني عندما علمت الى أي درجة كان تصرف الإدارة أخرق وعبثياً أصبت بصدمة». أما الفيلم الوثائقي الثالث عن الحرب على العراق Operation home coming: writing the wartime experience (العودة الى الديار: كتابة التجارب خلال الحرب) فيضم مجموعة قصائد ورسائل كتبها جنود أميركيون عادوا من ساحة المعركة. ويأتي اختيار تلك الأفلام فيما معظم الإنتاجات التي تناولت الحروب في الشرق الأوسط فشلت في تحقيق النجاح في أميركا الشمالية الخريف الماضي حتى إن معظمها لم ينجح في الترشح لجوائز الأوسكار في الفئات الرئيسية.
(أ ف ب)