strong>جورج موسى
قبل سنوات قليلة، أقام الدنيا وشغل الناس.«ستار أكاديمي» الذي دشّن عهداً جديداً في المشهد الفضائي، ما زال مستمراً حتّى اليوم... ورئيسة الأكاديمية تريده أن يبقى «برنامج الشباب الأول»!

في السنوات الأخيرة، اعتادت رولا سعد أن تعيش على إيقاع «ستار أكاديمي». هي معدّة البرنامج ومنتجته، كما تتولى مسؤولية إدارة الأكاديمية، وتشرف على اختيار الطلاب، وتحضّر لسهرات «البرايم». «وأيّ خطأ يقع في برنامج مفتوح على الهواء، أتحمّل وحدي المسؤولية كاملة».
إلا أن هذا الضغط ليس جديداً على سعد. فقلّة من المشاهدين تعرف أنها هي من أطلق كليبات LBC الشهيرة مثل «شرقت شمس الـ LBC» و«بس عَ الـLBC» و«إنت ورايح يا رايح». ذلك أنها أدارت طويلاً قسم التسويق في «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، قبل أن تنتقل اليوم إلى إدارة الإنتاج.
حاولت كلّ هذه الفترة البحث عن الاختلاف، وتكريس نوع من الألفة بين القناة وجمهورها. وفي عام 2003، جاءها «ستار أكاديمي» على طبق من فضّة. تتذكر تلك الفترة بشيء من الحنين، تقول إنّ الفكرة عرضت أولاً على منتج آخر، «وعندما أخفق في تنفيذها، طُلب منّي استلام دفّة أول برنامج تلفزيون الواقع في العالم العربي، على أن ينطلق البث من قلب الأكاديمية، بعد خمسة أشهر فقط. هكذا، بدأ التحدي بسباق الزمن، وإذا بنا بعد أشهر قليلة، نطلق الضوء الأخضر الذي بقي مشتعلاً حتى اليوم».
لكن، لماذا اختارت رولا سعد هذا البرنامج حتى تطلّ على الناس، علماً بأن مخزونها يسمح لها بإنتاج برنامج يثير الجدل، لكن لا يُتّهم أيضاً بالسطحية؟ «كيف يمكن اعتبار «ستار أكاديمي» برنامجاً سطحياً؟ شئنا أم أبينا يضيء هذا البرنامج على هموم شريحة واسعة من الشباب العربي. يخاطب مشاكلهم، ويعكس واقعهم، فضلاً عن كونه أكاديمية، تنمّي المواهب الفنية وتعرّف الناس أكثر إلى عالم الفوكاليز، والمسرح، والرقص».
حسناً. لكن لماذا أثار كلّ هذا الجنون في دوراته الأولى؟ «أعتقد بأن «ستار أكاديمي» هو البرنامج الشبابي الأول... سمح لشريحة مكبوتة في المجتمع أن تعبّر عن رأيها، وأن تتحدى نفسها، وتغوص في مكنوناتها لتكتشف نقاط القوة عندها. فضلاً عن ذلك، قدّم لهؤلاء الشباب هامشاً من الحرية، كانوا يحلمون بأن ينعموا به في مجتمعاتهم».
بعيداً من الانتقادات والثرثرة التي يُتهم بها البرنامج، يسجّل لـ«ستاراك» أنه دشّن عهداً جديداً في المشهد الفضائي العربي. وكلّنا يتذكر كيف انتفضت جماعات متشددة، وطالبت بمنع البرنامج، ووصلت المعركة حدّ استقالة وزير إعلام كويتي بسبب الترخيص الذي وقّعه لإقامة حفلة طلاب الأكاديمية (السنة الأولى) في بلاده... فماذا تقول عن ذلك؟ «كلٌّ منّا يملك الحق في التعبير عن رأيه، فإما يحترمه الآخر وإما يرفضه... أتعلم، المشكلة تكمن عندنا نحن لا عند جيل الشباب. نحن لم نعلّمهم أن يعطوا رأيهم علانيةً، لأننا نحن من يحاول إلغاء الطرف الآخر ولا يتقبّله».
لكن رولا سعد وضعت حوض سباحة في قلب الأكاديمية هذا الموسم... ألا يُعَدّ هذا نوعاً من الاستفزاز للمجتمعات المحافظة، أو عنصراً إضافياً لزيادة متعة الفرجة؟
«البرنامج ليس سوى مجسّم صغير عن مجتمعنا. السباحة رياضة، والناس يذهبون إلى البحر... ونحن لم نجبر أحداً على فعل ما لا يريده، ولم نخرج على التقاليد، فأين الخطأ في ذلك؟ لم أفكر يوماً في استفزاز أي جهة. لكن المشكلة تكمن في أنّ المشاهد يرفض تقبّل فكرة أنّ مَن هم على الشاشة يمثّلونه، يترجمون أحاسيسه وتطلعاته... يوم فتحت علينا نار جهنم بسبب الاختلاط، طرحتُ على بعض الجهات المحافظة سؤالاً: ألا يذهب أولادكم إلى الجامعة معاً؟ أضف إلى ذلك، أنّ الطلاب يعيشون في الأكاديمية تحت مراقبة عشرات الكاميرات طيلة الوقت. والأهم من كل ذلك، إذا هم لا يثقون بشبابهم، فهذه هي المشكلة. وهنا يكمن الخطر الحقيقي».

الجمهور أوّلاً

هذا الموسم، إضافة إلى الموهبة الجيدة التي يتمتع بها الطلاب، أدرجت الأكاديمية صفوفاً اختيارية تُعنى بالموسيقى واللغات والرياضة. وهنا، تقول سعد إنها أرادت تطبيق نظام الجامعة في ما يخص المواد الإلزامية والمواد الاختيارية، وخصوصاً أن ذلك سيُكسب الطلاب مهارات جديدة.
ألم تخشَيْ من فشل «ستار أكاديمي 5»، بعدما خفت وهج برامج تلفزيون الواقع؟ «أعتقدُ بأن الجمهور يتفاعل مع «ستار أكاديمي 5» بشكل لافت. وما دمنا نعمل بالشكل الصحيح، سيبقى البرنامج مستمرّاً، علماً بأننا سنقدّم «ستار أكاديمي» بموسم سادس أيضاً». لكن هل حقاً يهتم شبابنا العربي بالغناء فقط؟ لماذا لا ينتج التلفزيون برنامجاً يُعنى بتأهيل شباب صناعي أو تجاري مثلاً؟ «فعلاً شبابنا العربي يحتاج إلى برامج أخرى من هذا القبيل، وهذا الموضوع يحتاج إلى دراسة؟».

استغلال الوهج

لكن «ستار أكاديمي» يخرّج النجوم، ثم يُدخلهم طيَّ النسيان؟ «يدخل البرنامج كل موسم على الأقل 16 طالباً. لذا، قد يستحيل أن ينجحوا جميعاً. هناك من يتجه صوب الغناء، ومن يتجه صوب التمثيل، أو من يختار التقديم التلفزيوني... لقد وفّرنا لهؤلاء الشباب فرصة الظهور على الساحة، ومن هنا يبدأ بحثهم هم عن استغلال الوهج. واليوم هناك مسلسل «جيران»، أعتقد بأنه سيقدّم للبعض فرصة دخول عالم التمثيل».
هذا العمل الذي يعرض مساء كل أربعاء على شاشة «أل بي سي»، هو من إنتاج وفكرة مديرة الأكاديمية. فهل هذا يعني أن سعد ستدخل غمار الإنتاج الدرامي؟ تجيب: «ولدت فكرته بعدما قدّمت سابقاً «فادي وراضي»، علماً بأنّ هناك إنتاجاً درامياً ثالثاً يلوح في الأفق. لكن أطره النهائية لم تتحدد بعد».
وسط كل هذه الخبرة في صناعة البرامج، وبعد تقديم أكبر برنامج منوّعات عربي، أليس منطقياً أن تحمل رولا ملفاتها، وتنتقل إلى «روتانا»، حيث مربط الفرس، بعد اندماج «روتانا» مع الفضائية اللبنانية؟ تجيب: لا تعليق! أما بالنسبة إلى جديدها، فتقول: «مشكلة رولا سعد أنها لا ترضى عن نفسها، مهما فعلت. أرفض أن أضع حدوداً أو قيوداً لأفكاري. تعلمتُ دائماً أن اتّخذ قراراتي... وأطحش».

هذا الموسم أيضاً، بدأت المنافسة الخليجية تحتدم باكراً في «ستار أكاديمي». خالد من الكويت، بدر من السعودية، وأحمد من مصر ينتظرون حكم الجمهور لمعرفة أيّ منهم سيغادر الأكاديمية هذا المساء. أما ضيوف «البرايم»، فهما السعودي جواد العلي والفرنسية أنغون.
20:45 - LBC