كان عام 2003 واعداً باحتمال نمو سينما أفغانية وازدهارها. ففي ذلك العام، خرج صدّيق بارماك بفيلمه الأول «أسامة» عن فتاة تقص شعرها وتتخفّى في زي فتى لتجد عملاً. وأقدمت الإيرانية سميرة مخملباف على إنجاز «الساعة الخامسة بعد الظهر» عن شابّة أفغانيّة تتطلّع إلى الحرية وتسعى إلى الانعتاق من كل القيود. تلى هذين العملين، فيلمٌ جيد ثالث مطلع عام 2004 لعاتق رحيمي بعنوان «أرض ورماد».لكن ما بدا انطلاقةً سينمائية لن تتوقّف، ذبل سريعاً لاحقاً ولم تنجز السينما لا على أيدي سينمائييها ولا على أيدي سينمائيين إيرانيين أو غير إيرانيين أي تقدّم يذكر. خلال العامين اللاحقين، أُنجزت أفلام قليلة ليست ذات شأن منها فيلم تسجيلي قصير بعنوان «خوف» عن هجوم طالباني على مدرسة في كابول حقّقه عظيم نجم، وآخر تسجيلي طويل بعنوان «الممر الذي يجب اتّباعه» ذو منحى إرشادي من توقيع نظيفة زاكيزاد.
هذان الفيلمان، إضافةً إلى فيلم روائي لم يحقّق انتشاراً بعنوان «عيسى والمصارع»، أُنجزا بمعونات ألمانية ويابانية ومنحة من الأونيسكو، ما يؤكد خلو الطموحات بسينما محليّة من أي عنصر تمويلي فعلي أو أرضية عملية.
في العام الماضي، برزت بوادر نهضة جديدة عبّر عنها عنها فيلمان جديدان: «كابول ترانزيت» لمليحة ذو الفقار وغريغوري وايتمور، و«بطاقات من تورا بورا» لوصمة عثمان وكيلي دولاك.