يبدو أن مشاهد تعذيب نور الشريف في سجن «أبو غريب» ضمن أحداث فيلم «ليلة البيبي دول»، لن تكون مثار الجدل السياسي الوحيد في الشريط الذي يواصل المخرج عادل أديب تصويره. النص الذي كتبه الراحل عبد الحي أديب، مليء بالأحداث السياسية الساخنة حقيقية كانت أو متخيلة، ما دفع بأسرة العمل إلى التكتم الشديد حولها، تفادياً للضجة التي أحدثتها صور تعذيب نور الشريف.وعلمت «الأخبار» أن المخرج يجهّز لتصوير مشهد في سوريا، تدور أحداثه في مصر، وتحاول فيه فدائية فلسطينية (نيكول سابا)، اغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة. وهذه الأخيرة التي تفشل في مهمتها، تؤدي في العمل دور الزوجة الأولى للمرشد السياحي محمود عبد العزيز، على أن يتزوج لاحقاً سلاف فواخرجي.
ويصور الفيلم أيضاً حادثة قصف فندق فلسطين في بغداد فور دخول القوات الأميركية إلى العاصمة العراقية. وهناك، تلقى غادة عبد الرازق حتفها تحت عجلات دبابة جنود الاحتلال. وهي تجسّد دور إسرائيلية تعارض السياسات الأميركية، وترتبط بقصة حب مع نور الشريف الذي يزيد حنقه على أميركا بعد وفاتها وتعذيبه. هكذا، يقرر التخطيط لحادث إرهابي في القاهرة يستهل به الشريط، ويستهدف فوجاً سياحياً أميركياً يقوده المرشد محمود عبد العزيز. ويضم الفوج ليلى علوي التي تقوم بدور أميركية تكره العرب، والقائد السابق في سجن «أبو غريب»جميل راتب. فيما يساعد نور الشريف في التخطيط كل من جمال سليمان وأحمد مكي. والفيلم يعتمد على الـ«فلاش باك» بشكل أساسي، ليفسّر الحدث الرئيسي أي العملية الإرهابية، والتي يراها عبد الحي أديب نتيجة متوقعة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، خلال السنوات الأخيرة.
وبدأ عادل أديب عمليات المونتاج مبكراً لضمان الانتهاء من تنفيذ الشريط قبل انطلاق مهرجان كان 2008، علماً بأن مشاهد اغتيال السفير الإسرائيلي وقصف فندق فلسطين، ستصوّر في سوريا، على أن تتوزع أماكن تصوير المشاهد الأخرى بين براغ، نيويورك والقاهرة.