سفيان الشورابي
نهمُ الرقابة في العالم العربي بلا حدود، والجهاز الرسمي يمضي قدماً في نبش أي عبارة نقد، قد تتسرّب بين ثنايا مشروع إبداعي، وتمسّ بشكل أو بآخر النظام الحاكم. أخيراً، سرّب أحد المسؤولين في التلفزيون الرسمي التونسي بقناتيه الفضائيتين («تونس7» و«قناة 21»)، معلومة تفيد بأن منع مرور برامج أو أعمال مخالفة للخط الرسمي على شاشات التلفزيون، وصل حدّ حرمان وجوه معروفة من مجرّد الظهور على الشاشة.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، وجود قائمة من الفنانين والمبدعين التونسيين الممنوعين من الظهور في التلفزيون أو المشاركة في برامجها، بينهم الفاضل الجعايبي وجليلة بكار وتوفيق الجبالي والشاعر محمد الصغير أولاد أحمد والروائي محمد علي اليوسفي.
واستشهد المصدر بأنّ أحد المنتجين في قناة 21 الفضائية أراد تصوير حلقة من برنامجه مع الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد، إلا أن إدارة التلفزيون اعترضت من دون تقديم أي سبب. كذلك اعترضت في البرنامج نفسه على استضافة الناقد والروائي محمد علي اليوسفي بحجة عدم شغور أي من استديوهات التصوير!
وأكد المصدر نفسه أن هذه الأسماء ممنوعة من الظهور في التلفزيون الحكومي، نظراً الى آرائها ومواقفها وأفكارها النقدية والمتباينة مع الاتجاه الرسمي. علماً أنّ مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي (نصّ جليلة بكّار) مُنعت أشهراً طويلة في تونس قبل أن تُفرج عنها الرقابة بضغط من الوسط الثقافي والإعلامي وأهل المسرح في تونس. أما المتضرّر الوحيد من كل ذلك، فهو المشاهد التونسي والعربي!