محمد شعير
معرض القاهرة للكتاب (والفضائح)... يواصل احتضاره
الأربعون هي سنّ «الحكمة» والنبوّة، لكنّها ليست كذلك بالنسبة إلى الدورة الأربعين من «معرض القاهرة الدولي للكتاب». المتابعون لاستعدادات المعرض يؤكدون أنّ إدارته إنّما تتعامل مع «شيخ» عجوز تيبّست ذاكرته، وأصبح عاجزاً عن تقديم المدهش والمثير. الدورة الأربعون التي تبدأ في 23 من الشهر الحالي وتستمرّ أسبوعين، اختارت دولة الإمارات ضيفة شرف. هذا الاختيار أثار جدلاً كبيراً في الوسط الثقافي المصري. وزير الثقافة فاروق حسني رآه «تقديراً من وزارة الثقافة المصرية للثقافة الإماراتية»، فيما انتقده آخرون، مشيرين إلى أنّ اختيار الإمارات أوّل ضيف شرف عربي للمعرض ــــ بعدما كانت ألمانيا وإيطاليا العام الماضي ـــ أمر يجب البحث في خلفيّاته وأسبابه. إلا أنّ نائب رئيس المعرض، وحيد عبد المجيد، أكّد أنّ الاختيار جاء حلّاً لأزمة اعتذار الهند عن المشاركة بعد اختيارها ضيفة شرف.
الدورة الأربعون اختارت الناقدة الراحلة سهير القلماوي شخصية المعرض، بوصفها أول رئيسة لهيئة الكتاب لدى إنشائها عام 1969، وأول رئيسة للمعرض الذي طرح فكرته ثروت عكاشة ونفذتها القلماوي. لذا سيخصّص المعرض محوراً رئيسياً عنها. كما سيحتفل بمئويات عدّة عبر تخصيص محاور خاصّة عنها بينها: مئوية جامعة القاهرة، ومئوية السينما المصرية، ومئوية كلية الفنون الجميلة في القاهرة...
لكن ماذا عن المحور الرئيسي الذي ستتركّز النقاشات عليه؟ اللجنة العليا للمعرض لم تحدّده حتى الآن، وتركته للحظة الأخيرة. وهذا ما أشعل انتقادات كثيرة. لكن أيضاً هناك أزمات أخرى يتخبّط بها المعرض، وقد بدأت باكراً هذه المرة. إذ أصرت هيئة المعارض الدولية، الجهة التي سيقام على أرضها «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، على تسليم أرضها للناشرين قبل أسبوع واحد من بدء الفعاليات، ما عدّه الناشرون تهديداً لمشاركتهم، علماً بأنّ المدة الزمنية ليست كافية لإعداد أجنحتهم التي سيشاركون فيها. وقد دفعت هذه الأزمة عدداً من الناشرين للتفكير في إقامة معرض آخر للكتاب، وقد بدأت بالفعل النقاشات لإقامته في آذار (مارس) المقبل تحت اسم «معرض القاهرة الدولي للناشرين المستقلين»، على أن يقام في آذار (مارس). وبدأ بالفعل الاتّصال بمجموعة من الناشرين العرب الذين وافقوا على المشاركة. لكنّ العقبة الوحيدة الباقية هي البحث عن راعٍ للمعرض. ووفق بعض الناشرين المصريين، سيضم «معرض المستقلين» نشاطات عدة، ومحاور للنقاش شبابيّة النفس والتوجّه، وفق محاور لا تتدخل السلطة في تحديدها.
من جهة أخرى، وجّه الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية دعوةً رسميةً إلى وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي لتحلّ الجزائر ضيفة شرف على الدورة السادسة من «معرض الإسكندرية الدولي للكتاب» الذي تقيمه المكتبة بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين من 21 شباط (فبراير) إلى 3 آذار (مارس) المقبل. وقد رحبت تومي بمشاركة بلادها في هذا الحدث الثقافي، وأهدت مكتبة الإسكندرية عدداً من أهم الكتب عن الثقافة الجزائرية. وسيشارك في هذا المعرض 70 دار نشر، فضلاً عن مشاركة واسعة من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، والعديد من المؤسسات المحلية والدولية، على رأسها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وسيترافق المعرض مع العديد من الفعاليات الثقافية، وخاصة أنّ مدينة الإسكندرية اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2008، وقد وجه الدكتور إسماعيل سراج الدين الدعوة في هذا الإطار إلى السعودي عبد العزيز التويجري، المدير العام المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، للمشاركة في المعرض.

• ضمن أنشطتها، تقيم الحركة الثقافية ـــــ أنطلياس ندوةً عن كتاب رغيد الصلح «لبنان والعروبة» يشارك فيها مسعود ضاهر، محمود حدّاد ووليد عربيد، ويديرها أنطوان ضومط في السادسة والنصف من مساء غد في مقرّ الحركة في أنطلياس. للاستعلام 04,404510