العديد من الأعمال والدراسات والتحقيقات الصحافية التي صدرت أخيراً في مناسبة الذكرى المئوية لسيمون دو بوفوار، تركّزت على حياتها الشخصية والعاطفية، وبالأخص العلاقة الإشكالية التي ربطتها بجان بول سارتر. إذ عقدا اتفاقاً مسبقاً على أنّ ما يربط بينهما هو «الحب الضروري»، لكنّ ذلك لا يمنع أنّ لكل واحد منهما الحرية في الاستمتاع بما اصطلحا على تسميته «الحب الطارئ». وقد اعتاد سارتر وبوفوار مكاشفة كل منهما الآخر في كل تفاصيل تجاربهما العاطفية الطارئة، في مراسلات مطوّلة تؤلّف حالياً مرجعاً بالغ الأهمية حول حياتهما.تلك المراسلات كانت أحد المراجع التي استندت إليها المناضلة النسويّة الفرنسية دانييل ساليناف، لتأليف كتاب لعلّه من أفضل ما كُتب عن صاحبة «الجنس الثاني» في ذكراها المئوية. يكشف الكتاب، وعنوانه «كاستور المحاربة» (غاليمار) Castor de guerre ـــــ استناداً إلى المراسلات المذكورة ـــــ أنّ دو بوفوار كانت تتقاسم وتتبادل مع سارتر عشيقات صغيرات السن! وهو ما أثار انتقادات غير مسبوقة من المناضلات النسويّات لسيمون دو بوفوار، بتهمة ممارسة النفاق الاجتماعي، لأنّها ظلت حتى وفاتها تنكر قطعياً بأن لها ميولاً مثلية.
وقد سبق أن اجتاحت الحركة النسويّة موجة استنكار عارمة، في مناسبة الذكرى العاشرة لوفاة دو بوفوار (1996)، بعد نشر مراسلاتها مع عشيقها الأميركي نيلسون ألغرين، وقد كتبت دي بوفوار في إحدى تلك الرسائل: «أريد أن أطبخ لك وأكنس وأغسل الصحون... أريد أن أكون لك زوجة عربية مطيعة»!