خالد صاغية
إنّها الساعة الحادية عشرة، بحسب الأمين العام لجامعة الدول العربيّة السيّد عمرو موسى. ورغم ذلك، تبقى إضاعة الوقت هوايةً مفضّلة لدى الجميع. كأنّ السباق الفعلي هو بين انفجار أمنيّ في لبنان، وانفجار أوسع على مستوى المنطقة. والمترقّبون لهذه الانفجارات يبدون كمن يأكل «البوب كورن» في الصالة بانتظار بدء عرض الفيلم.
فمنذ صدور «إعلان القاهرة»، واللبنانيّون مشغولون بالتفاسير الكثيرة لبنود المبادرة العربية. والسجالات بشأن الأزمة اللبنانية نفسها تحوّلت إلى سجالات بشأن التفاسير. ووسط الردود المتبادلة، اتّفق الجميع على انتظار عمرو موسى الذي سيحمل في جعبته التفسير الرسمي لجامعة الدول العربية. لكن، بدلاً من التفسير، رأى موسى أنّ المبادرة واضحة، وأنّها في الواقع ليست بحاجة إلى تفسير، ومن يُرِد أن يفهمها فليفهمها.
ضرب موفّق من السيّد موسى. إلا أنّه ليس من الضروب التي تُرتكَب في الساعة الحادية عشرة.
لكنّ الطرح الأكثر مدعاة للمرح جاء على لسان الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميّل الذي اقترح تأليف حكومة حياديّة. ومن المفترض أنّ الجميّل يعرف أكثر من غيره أنّ الحياديّين شبه معدومين في ظلّ الاستقطاب الحاصل. انظروا إلى أيّ حال وصل «الحياديّ» طارق متري مثلاً. فحالما يسمّى وزير حياديّ ستتبارى الموالاة والمعارضة لتصنيفه وفتح ملفّاته، وصولاً إلى «إحراقه» من جانب الطرفين.
لكن لا بأس بهذا الاقتراح لملء أوقات الفراغ، فالدقائق الستّون قد تمتدّ أشهراً.