strong> منار ديب
«يومٌ ممطر آخر»، هو عنوان المسلسل الجديد للمخرجة رشا شربتجي والكاتبة يم مشهدي، ومن إنتاج شركة طارق زعيتر وشركاه... يصوّر العمل حياة الطبقة الوسطى في سوريا، عبر علاقات إنسانية وخطوط درامية تتمحور حول حياة أربع عائلات. أنجزت المخرجة التي تراهن على تكريس مفهوم البطولة الجماعية، ربع مشاهد العمل مع سلاف فواخرجي، وعبد الهادي الصباغ، وسمر سامي، ووائل رمضان، وسلافة معمار، ومكسيم خليل... وهذا هو المسلسل الثاني للكاتبة الشابة يم مشهدي بعدما لفتت الأنظار في مسلسل «وشاء الهوى». أمّا رشا شربتجي، فيمثّل «يوم ممطر آخر» خطوة جديدة في مسيرتها الناجحة بعد أعمال كـ«أشواك ناعمة» و«غزلان في غابة الذئاب»، والمسلسل المصري «أولاد الليل» مع جمال سليمان.
تصف شربتجي «يوم ممطر آخر» بأنه «غارق في الواقعية، يتناول العلاقات البسيطة والناعمة بين البشر... هنا، لا وجود لقصص مفبركة، بل لحكايات متداخلة من الحياة اليومية». وتضيف: «العمل يتميز ببساطته، ومن شدة بساطته هو عمل صعب. الأجمل فيه أنه لا يتحيّز لطرف على حساب آخر، بل يطرح المشكلة من منظورين». وتشير إلى أن تركيزها على الطبقة الوسطى، نابع من كونها «أهم طبقات المجتمع، وهي التي تحافظ على توازنه السياسي والاقتصادي والأخلاقي». ترى شربتجي أن هذه النوعية من الأعمال جديدة بالنسبة إليها، وخصوصاً أنه مسلسلٌ اجتماعي صرف، يعتمد بقوة على أداء الممثل، ويسعى إلى إظهار الحياة في طبيعتها. وعن تعاونها مع يم مشهدي، ترى «أن الدم الجديد دائماً يملك شيئاً جميلاً، وخصوصاً أن الكاتب الجديد لديه غزارة في الأفكار، وأنا أتبع ما أرتاح إليه». ثم تتحدث عن تعاملها مع النص، قائلة: «أنا من مدرسة هشام شربتجي وهيثم حقي، وقاعدتي في الإخراج هي البساطة والبعد عن الفذلكة. وهذا يقرّبك من الناس، وخصوصاً في الأعمال الاجتماعية».
وماذا عن غيابها عن الدراما السورية في السنة المنصرمة نظراً لانشغالها بمسلسل «أولاد الليل» في مصر؟ تجيب: «أنا موجودة في ساحة عربية أكبر. في مصر، يشاهدني 70 مليوناً وهذا العمل حقّق لي انتشاراً، والتحدي الكبير الذي كسبته أنني اعتمدت التصوير الخارجي والعمل على المجاميع، خلافاً لما هو سائد في القاهرة». وتردّ على منتقدي لهجة بورسعيد في مسلسلها: «بور سعيد مدينة حديثة، هاجر إليها أناس من جميع محافظات مصر وشكلوا لهجتها، أمّا اللهجة الأصلية، فلا تتكلمها إلا أقلية... انتقدوا اللهجة لأنهم لم يجدوا شيئاً آخر ينتقدونه!». وتدافع على العنف السائد في العمل، بالقول: «العنف جزء من حياتنا وقصص «أولاد الليل» كلها حقيقية، والعنف في المسلسل موظّف، كما أنني معنية بتحقيق صدمة للمشاهد».
تصر على أن عملها الأخير «أولاد الليل» قد ظلم في توقيت عرضه في رمضان، وفي القناة التي عرض عليها حصرياً («أبو ظبي») وترى أنها غير مشاهدة بالشكل الكافي في مصر. لكنها تعتقد أن عرضه حالياً على mbc جعله يحظى بمشاهدة أفضل، علماً أنها بدأت تتلقى أصداءً طيبة. لذلك هي مستمرة في تجربتها المصرية، إذ تقوم بقراءة عدد من النصوص، لتنفيذ مسلسل آخر لمصلحة شركة «الجابري»، منتجة «أولاد الليل». إضافة إلى فيلم سينمائي من إنتاج الشركة نفسها ومن بطولة الفنان أحمد راتب. سورياً، لشربتجي مشروع منتظر مع الكاتب فؤاد حميرة مؤلف «غزلان في غابة الذئاب»، ومن بطولة قصي خولي. فيما «رجل الأحلام» مع النجم ياسر العظمة منجز منذ فترة طويلة وسيعرض قريباً. ومن ناحية أخرى، ترفض المخرجة الشابة الحديث عن خلافها مع والدها المخرج هشام شربتجي، «هو موضوع شخصي، والأيام كفيلة بحلّه، فالدم لا يصير ماءً».