عمّان ـــ ديالا خصاونة
بطرحه موضوع مركزيّة القصّة في التعلّم والفن والحياة، يتفق تجمّع «ملتقى حكايا» مع رسالة «الملتقى التربوي العربي» الذي يُعنى بالتعلّم المغاير والمختلف عن التعلم الرسميّ من منطلق أنّ الحياة اليوميّة والتجارب جميعاً هي مصادر قيّمة للتعلّم، بل هي المصادر الأعمق تأثيراً وإنسانيّة لأنّها ديموقراطيّة وطبيعيّة وتأتي ضمن سياق حرّ بعيداً من الكبت والتصنيع والسلطويّة.
ومشروع «حكايا» هو ثمرة سنوات طويلة من الحوار بين أفراد ومجموعات مهتمّة بالفنون والتعليم والتأريخ الشفوي وحكايا النساء وتوثيق الموروث الثقافي. هكذا، حضرت هذا العام في الملتقى قصص وشخصيّات من ملوك عظماء وأميرات وحيوانات يمكنها الكلام وغول لوّعه الغرام. قصص تلوّنت بالثقافات والتاريخ، بالألسنة واللهجات، فيما صُبغت الحكايا بتجارب شخصيّة وموروثات اجتماعيّة، تكوّنها القيم والعادات. هناك الكثير من المعاني التي تتفرّد بها ثقافات معيّنة، تفقد معناها بنقلها إلى ثقافات أو لغات أخرى. كما أنّ هناك أموراً مسموحاً بها في ثقافة تعدّ من المحظورات في ثقافة أخرى.
تكتنف حكايات القاص التونسي صالح الصويعي الذي شارك في الملتقى نظرته إلى الحياة والمعاصرة والعولمة التي غزت الحياة التقليديّة وخلخلت موازينها. فيما صوّر لنا أعضاء فرقة «كونتاكت» المسرحيّة فصولاً من حياتهم في الدنمارك. هم مهاجرون من الجيل الثاني أو الثالث رووا لنا قصصاً تميّزت بروح دعابة ساخر وناقد عما يعيشونه من صور نمطيّة وتمييز عنصري وضغط عائلي وتشوّش في الهويّة وصراع في الانتماء والتضييق عليهم في خانات لا يستطيعون الخروج منها. كما شارك من مصر رمضان خاطر في «حكي مصاطب»، وعارفة عبد الرسول في «حكايات بنت البقال»، وفرقة «داير ما يدور» (مصر) في «حكايات الصحراء». ومن فلسطين، شارك فادي الغول في «نصّ نصيص»، وسونيا نمر في «حكايات تراثيّة من فلسطين». ونمر السلمون (سوريا /اسبانيا) «في لا تخشَ شيئاً فالموت إلى جانبك»، وفرقة «حكواتي المسرح» في «ليلة حكايا المواويل» من سوريا، إضافة إلى الفرنسية برالين غيبارا في «حكايات من الأقطار التسعة».