محمد عبد الرحمن
ليس جديداً أن يتزامن طرح ألبوم لإليسا مع نشوء خلافات بينها وبين أحد العاملين في الوسط الفني. قصةُ «إبريق الزيت» تتكرر منذ سنوات، لكن الأمور هذه المرة وصلت إلى حدّ تهديدها بالمنع من الغناء في مصر! ما هي الحكاية، وما الجديد في ألبوم «أيامي بيك» الذي يحقق أعلى المبيعات أخيراً في سوق الكاسيت المصرية؟
بعيد صدور العمل الذي ضمّ سبع أغنيات مصرية (من أصل 11)، تقدّم الموزعان المصريان أحمد ابراهيم وكريم عبد الوهاب بشكوى إلى نقابة الموسيقيين في القاهرة، مطالبين بالحصول على «حقوقهما كاملة من المغنية اللبنانية، والشركة المنتجة («روتانا»). وذلك بعد نسب جهدهما إلى آخرين في الألبوم، مؤكدين أنّهما سيلجآن إلى القضاء في حال عدم حصولهما على حقوقهما المادية والمعنوية كاملة». هكذا، أكد ابراهيم وعبد الوهاب أنّهما وزّعا أغنيتين في العمل، «فيما خرج الغلاف من دون ذكر اسميهما بشكل لائق، إضافة إلى تكليف إليسا موزعين لبنانيين بإعادة التوزيع من جديد، مكتفية بالإشارة إلى أن أغنية «يا عالم» وزّعها ناصر الأسعد، فيما فكرة التوزيع فقط لأحمد ابراهيم». أما كريم عبد الوهاب فكان أقل حظاً، إذ لم يذكر اسمه على الغلاف، علماً أنه صاحب التوزيع الأساسي لأغنية «أديك عرفت» وليس الموسيقي اللبناني هاني سبليني، كما يقول عبد الوهاب. وما هي إلا أيام حتى هدد نقيب الموسيقيين المصريين منير الوسيمي إليسا بمنعها من الغناء في مصر، إذا استمرّ تجاهل حقوق ابراهيم وعبد الوهاب. وبعد شهر من الهرج والمرج تقريباً، خرجت المغنية اللبنانية عن صمتها، وأصدرت بياناً شديد اللهجة ضدّ الموزعين، مستنكرة ما كُتب ونُشر على لسانهما، ومتسائلة عما إذا كانا يُحدثان كل هذه الضجة بحثاً عن الشهرة! وأشارت إليسا إلى أنّ اسمَي عبد الوهاب وأحمد ابراهيم، «ذكرا في ألبوم «أيامي بيك» على أنهما صاحبا فكرة التوزيع، وهو ما يعني أنّهما حصلا على حقهما المعنوي كاملاً. وذلك تم بالتنسيق مع المدير الفني لشركة «روتانا» في القاهرة سعيد إمام. وهو صلة الوصل بين إليسا والموزعيّن اللذين لم يسبق أن تعرفت إليهما... أما بالنسبة إلى حقوقهما المادية، فالألبوم من إنتاج شركة «روتانا»، وعليهما تحصيل ما يطالبان به من سعيد إمام الذي تعاون معهما مباشرةً». علماً أن البيان لم يذكر اسمَي الموزعين، واكتفى بالإشارة إليهما دائماً بضمير الغائب، وهو ما أثار غضب الصحافيين المصريين الذين رأوا هذا الموقف تعالياً من إليسا. وبينما يؤكد متابعون للقضية أنّ من حقّ إليسا طبعاً أن تختار استديوهات بيروت لتسجيل أغنياتها المصرية، يرى آخرون أنّ من حقّ أصحاب تلك الأغنيات على الشركة المنتجة أن تحرص على حضورهم التسجيل، ليعرفوا مصير ألحانهم.
على أي حال، فإن الكرة لا تزال في ملعب الموزعين المصريين: هل سيرضيهما البيان الصادر عن مكتب اليسا ويكتفيان بما أثير حولهما من جدل؟ أم يجاهدان لنيل حقوقهما من «روتانا»؟ وما هو موقف نقابة الموسيقيين المصريين من كل ما يجري؟ علماً أن الصحف المصرية، خصوصاً تلك المقرّبة من منافس إليسا على جوائز «الميوزيك أوورد» عمرو دياب، تشن هجوماً مستمراً على المغنّية اللبنانية.