دمشق ــ خليل صويلح
يمزج عابد عازرية في «نصيب» ثلاث مجموعات من الآلات الموسيقية هي العربية والإسبانية والكلاسيكية الغربية لاستعادة الروح الأندلسية عبر نصوص من القرن الحادي عشر. العمل الذي قدّمه الموسيقي والمغني السوري في دار الأوبرا في دمشق أول من أمس ضمن فاعليات «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008» ثم في حلب أمس، يصبّ في اشتغالات عازرية على النص الصوفي. وإذا بصوته الرخيم يلامس الطقوس الشعائرية الشرقية في طواف معاصر يضع نصوص الحلاج وابن الفارض وعمر الخيام في مهب الحسيّة واشتعال الجسد نحو النشوة الطربية الخالصة. ولعلّ جماليّة هذا العمل تنبثق من التناوب بين لغتين وصوتين بمشاركة المغنّية آنا فيليب باللغة الإسبانية.
من « نصيب» إلى «بين الرجا والتمني»، حلّق صوت عازرية في محاورات موسيقية تستعيد صدى المعجزة الأندلسية وذاكرة الروح الشرقية. وتنهض موسيقى عازرية على الإيقاع باستخدام الدف والمزهر، ويضيف البزق بعداً موسيقياً ساحراً إلى البناء الموسيقي للمقطوعات، جنباً إلى جنب مع الغيتار والأكورديون والكمان. هكذا يكسر عازرية ثوابت التقاليد الموسيقية بجمع ثلاث فرق موسيقية متعددة المشارب ويولفها بلمسة شخصية تعبّر عن روحه الهائمة بين حواري حلب وشوارع باريس حيث يقيم منذ ثلاثة عقود.