strong>خليل صويلح
أقيمت في دمشق مساء أمس حفلة توزيع «جوائز آدونيا» للدراما السورية في عام 2007. السهرة التي حاولت إرضاء أكبر عدد من الفنانين، قوبلت برفض بعض النجوم لهذا التكريم. كذلك فتحت الباب على ردود فعل غاضبة، انطلقت حتّى قبل إعلان النتائج...

يُتوقع أن تثير «جائزة آدونيا» للدراما السورية التي وزّعت جوائزها أمس، في حفلة فنّية ساهرة، كثيراً من ردود الفعل الغاضبة في الوسط الفني السوري. الجائزة التي تقدمها مؤسسة «المجموعة المتحدة للنشر والإعلان» للسنة الثالثة على التوالي، هي الأولى من نوعها محلياً. وتهدف إلى تكريم الدراما السورية و«تقدير جهود صنّاعها المتميزين»، وسط تجاهل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين تأسيس جائزة مشابهة لنجوم المسلسلات المحلية التي أثبتت حضوراً كبيراً في الساحتين المحلية والعربية. علماً أن هناك الكثير من المطالب والمقترحات في هذا الشأن. وعلى رغم أن نتائج الجائزة تعطيها لجنة تحكيم نزيهة، تضم كتاباً ونقاداً ومخرجين، يخضع توزيع الجوائز لاعتبارات متعددة، ليس أقلّها إرضاء أكبر عدد من الفنّانين والشركات المنتجة.
أحد أعضاء لجنة التحكيم أسرّ بأنّ ضعف الدراما السورية هذا الموسم، جعل الاختيار عسيراً، خصوصاً مع خضوع 14 عملاً فقط لشروط المسابقة من أصل 36 مسلسلاً أُنتجت في الموسم المنصرم. ولعلّ حجب «جائزة أفضل عمل متكامل»، يؤكد ما ذهب إليه عضو لجنة التحكيم المذكور.
الجائزة التي تأخّر الإعلان عنها إلى مطلع هذا العام، لظروف خاصة، وضعت الوسط الفنّي في حال من الترقّب والتكهّنات، بعدما تسرّبت أسماء بعض الأعمال الفائزة. ويقال إنّ كاتب سيناريو، حين تناهى إليه خبر فوز نصّه بجائزة أفضل سيناريو، رفضَ وضع اسمه في القوائم لأنّ «الجهة التي تمنح الجوائز ليست معنية بالمسألة الفنّية أصلاً». وأمام رفضه القاطع حضور حفلة إعلان الجوائز وتهديده بفضيحة إعلامية، اضطرّت لجنة التحكيم إلى اختيار عمل آخر. أحد الفنانين ممن رُشح اسمه إلى جائزة أفضل ممثل، ليكتشف بعدها أنّها ذهبت إلى فنان آخر لا يملك رصيداً فنيّاً، رأى أن لجنة الجائزة لا تمتلك الحق باستغلال اسمه، خصوصاً أنّ العمل الذي شارك فيه لم يُعرض جماهيرياً، وهو ما يؤدي إلى الإساءة المقصودة إلى تاريخه الفني.
ويرى بعضهم أنّ الدراما التلفزيونية عموماً، لا تحقّق الشروط الفنية في حدّها الأدنى لتقويم عمل الممثل أو المخرج، لأنّه يخضع إلى «شروط تعسفية» أثناء التصوير. ويضيف هؤلاء أن العمل التلفزيوني لا يرقى إلى العمل السينمائي كي نمنحه جوائز. ويعلّق ممثل معروف: «كيف يتم تقويم عمل ممثل، يؤدي أدواراً في أربع مسلسلات في موسم واحد؟». ويضيف شارحاً: «في بعض الأحيان، لا يعاد تصوير اللقطة حتى لو «عكّ» الممثل أثناء تصويرها، فالوقت التلفزيوني من ذهب، وكلّه عند العرب صابون».
ولعلّ ما أثار الاستغراب أن يحظى مسلسل «الحصرم الشامي» (إخراج سيف الدين سبيعي وإنتاج «أوربت») بأكبر نسبة من الترشيحات، على رغم أنه مُنع من العرض على شاشة التلفزيون السوري، ولم يتمكن الجمهور من مشاهدته. ورشّح خالد تاجا لجائزة أفضل دور مساعد، وأمين السيد لجائزة أفضل تصميم ملابس، وفارس الحلو إلى جائزة أفضل ممثل دور أول، وضحى الدبس لجائزة أفضل ممثلة دور أول. لكن المسلسل المذكور فاز أخيراً بجائزة أفضل سيناريو للكاتب فؤاد حميرة، وجائزة أفضل موسيقى لرضوان نصري.
حصّة الأسد في الجوائز كانت من نصيب مسلسل «على حافة الهاوية» (إنتاج شركة سورية الدولية). إذ حصد قيس الشيخ نجيب جائزة أفضل ممثل دور أول في منافسة مع فارس الحلو («الحصرم الشامي»)، وسلوم حداد («رسائل الحب والحرب»)، و(«كوم الحجر»)، وباسل خياط («على حافة الهاوية»). كذلك اختير المثنّى صبح أفضل مخرج للعمل نفسه، ونالت كاريس بشار جائزة أفضل ممثلة دور مساعد، في منافسة مع شكران مرتجى («جرن الشاويش»)، وأماني الحكيم («وصمة عار»)، وريم علي («رسائل الحب والحرب»). فيما حصد حسن عويتي جائزة أحسن ممثل دور مساعد بمنافسة مع نضال نجم («رسائل الحب والحرب»)، وخالد تاجا («الحصرم الشامي»)، ومحمد حداقي («عنترة»).
جائزة أفضل ممثلة دور أول، حصدتها أمل عرفة عن دورها في مسلسل «حسيبة» للمخرج عزمي مصطفى. علماً أن المسلسل من إنتاج عام 2006. وقد نافستها في الجائزة نادين خوري («زمن الخوف»)، وضحى الدبس («الحصرم الشامي»). أما جائزة السيناريو فتنافست عليها أربعة نصوص: «زمن الخوف» لخالد خليفة، و«رسائل الحب والحرب» لريم حنا، و«سيرة الحب» للبنى حداد ويزن أتاسي، و«الحصرم الشامي» لفؤاد حميرة، وقد فاز بها الأخير.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والتي ضمت في هذه الدورة المخرجة نائلة الأطرش، والناقدة ماري الياي، والمخرجة هند ميداني، والسيناريست نجيب نصير، والموسيقي غزوان زركلي، فقد ذهبت إلى الفنان عبّاس النوري عن مجمل أعماله لعام 2007. ونال مسلسل «باب الحارة» جائزة أفضل عمل جماهيري محلياً وعربياً. وهناك جوائز أخرى مثل جائزة أفضل تصميم ملابس، التي ذهبت إلى سحاب الراهب عن مسلسل «حسيبة»، وجائزة أفضل إضاءة وتصوير لجمال مطر ووليد كمال الدين عن مسلسل «رسائل الحب والحرب». ويلحظ غياب بعض المسلسلات التي عُرضت خلال الموسم الماضي عن قائمة الترشيحات مثل «سقف العالم» لنجدت أنزور، و«ظل امرأة» لنذير عواد، و«ممرات ضيّقة» لمحمد الشيخ نجيب.

الصدقية أولاًجائزة «آدونيا» التي تأسست قبل ثلاث سنوات بمبادرة من مؤسسة «المجموعة المتحدة للنشر والإعلان»، وهي متخصصة بالدراما السورية على وجه التحديد، لم تسلم بدورها من الانتقادات والتعليقات. فالممثل الفائز بجائزة ما، يرى الجائزة مهمة، وقد جاءت تحصيل حاصل لجهده الفني. أما الذي يخرج خاسراً فيضعها في خانة «الإخوانيات» وتواطؤ لجنة التحكيم.
تجدر الإشارة إلى أنّ قوائم جائزة «آدونيا» ضمت في دورتيها السابقتين أسماء بسام كوسا وجمال سليمان وسمر سامي ونادين خوري في جوائز أحسن ممثل وممثلة، فيما فاز حاتم علي في دورتين متتاليتين بجائزة أفضل مخرج عن «التغريبة الفلسطينية»، و«ملوك الطوائف» و«عصي الدمع». كذلك حاز مسلسل «التغريبة الفلسطينية» جائزة أفضل عمل متكامل. وكُرّم خالد تاجا في الدورة الماضية عن مجمل أعماله الفنية.

... ثم مسلسلات الخليجوشدد عبد العزيز على تراجع الاهتمام بالدراما التاريخية، وندرة الأعمال الدينية، لافتاً إلى أعمال اجتماعية مهمة، أثارت جدلاً سياسياً وجماهيرياً: «الملك فاروق»، و«للخطايا ثمن»، و«رسائل الحب والحرب»، و«يتربى في عزو» و«طاش ما طاش». وأشار التقرير إلى إنتاج أول مسلسل سوداني في 2007 بعنوان «أمير الشرق»، شاركت فيه كوادر مصرية تمثيلاً وإنتاجاً وتنفيذاً. ورصد أخيراً تشابهاً في أسماء الكثير من الأعمال العربية: «عقاب» الخليجي و«العقاب» المصري، كذلك «أزهار» المصري و«أزهار مريم» الخليجي، و«همس الحراير» و«حراير» الخليجيين، و«فجر آخر» السوري و«وجه آخر» الخليجي.