فاطمة داوود
أضواء العالم كلها مسلّطة على باريس وروما هذه الأيام: عاصمة الأناقة تطلق بعد غد فعّاليات أسبوع الموضة العالمي، وإيطاليا تفتتح عروض «ألتا مودا» مساء الأحد المقبل. وفي العاصمتين، ترحيبٌ خاص بأبرز مصممي لبنان...




إيلاّ زحلان أغاني أغاني أغاني
استوحت المصمّمة اللبنانيّة إيلاّ زحلان من شخصيّة الفنانة العالمية داليدا إيحاءات مميّزة لمجموعة خريف وشتاء 2008. أرادت أن تجعل من كل امرأة، داليدا زمانها، لتثبت أنّ تلك الأيقونة التي ولدت في أرض الكنانة، ما زالت تلهم الكثير من المبدعين، وخصوصاً في ما يتعلّق بفنّها، ثم حياتها الخاصة، ومعاناتها، وأخيراً موتها.
«أنا كلّ النساء» (Je Suis Toutes Les Femmes)... أغنية داليدا الشهيرة، مثّلت قاعدة الانطلاق لدى زحلان التي حاولت تجسيد مقولة الـ«ديفا»، عبر تصاميم رائعة، أهدتها إلى كل امرأة تبحث عن النجومية والتألق... هكذا، حضرت تلك الشخصية الأسطورية، بما فيها من تناقض بين النجومية الفذّة والقلق، على خشبة العرض. لكن ذلك، لا ينفي تميّز زحلان، في الوقت عينه بأسلوب خاصّ في مجال الخياطة الراقية. هي تعرّف هذا الأسلوب بمحاولة تحقيق الأنوثة المطلقة، قائلة: «أنطلق من الأنوثة لأصوغ تصاميمي كلها، مهما اختلفت أشكالها بين فساتين أو سراويل أو حتى جاكيتات. لذا، لا بد من أن تُسخَّر القصّات والأقمشة لتحقيق هذا الهدف بالذّات». ثم تتوقف مطولاً عند شخصية ملهمتها التي ما زالت حاضرة في قلوب الناس، بعد أكثر من عشرين عاماً على رحيلها.
ضمّت المجموعة فساتين طويلة اشتدّت عند الخصر وانسدلت إلى أخمص القدمين، بعدما أُرفقت بمعاطف فاخرة من الريش والقماش المطرّز. وفيما التفّ بعضها عند الخصر بطيّات متعددّة، اتّخذ بعضها الآخر شكل «الكورسيه» عند الصدر، لتغرّد بعض القطع خارج السرب، معتمدةً على الشورت القصير جداً حدّ الوركين.
في الفساتين التي عكست أنوثةً صارخةً، ظهرت القصّات عند الصدر والظهر حتى أسفله، لتمنح المرأة إطلالة النجمات. أما الفساتين القصيرة، فتميّزت بحجمها المنفوخ بعدما استعانت زحلان بأقمشة «الجوبون»، لتكون دليلاً على سخاء الأقمشة في المجموعة.
كما استعانت بأقمشة «الشانتيليه» و«التفتا» و«التول» و«الشيفون» و«الأورغنزا»، وقد رصّعت في معظمها بـ«الكريستال» و«الستراس» الأبيض والمرايا العاكسة للأضواء. فيما طغت ألوان الأبيض والأصفر والزهري والأحمر مع تناغم كامل بين الذهبي والفضي.
ورغم تفرّد كل فستان على حدة، برز في التشكيلة تصميمٌ باللونين الذهبي والأسود، مؤلف من فستان مستقيم على الجسم من «الدانتيل» المزخرف كقطعة فنيّة نادرة، ومرفق بمعطف من قماش «الساتان»، طبعت عليه صورة شخصية لداليدا. هناك أيضاً فستان باللون البيج الفاتح، وقد زخرف بحبات «الكريستال» و«الترتر» اللمّاع، ثم أُرفق بمعطف حريري باللون الأصفر. ولتكريس نجومية العارضة، جلّلت الرقبة بالريش.
التشكيلة التي اتسمتّ بالفخامة، رغم سيادة الأقمشة الخفيفة، أدت دوراً في تغيير مفهوم الخياطة الراقية لموسم الخريف والشتاء، إذ غابت الأقمشة الجلديّة والفرو وأقمشة الصوف وغيرها.
وهذه المجموعة التي عرضت أولاً في إيطاليا، حازت إعجاب الأوروبيين، حتى إن وكالة الأنباء الايطالية أثنت على تشكيلة زحلان، المرأة العربية الأولى التي شاركت في الحدث العالمي الذي تنظمه «ألتا مودا» الإيطالية، وهي الجهة المنظمة لأسبوع الموضة الإيطالي.
حتى إنّها نالت خلال أسبوع الموضة نفسه، جائزة أفضل مجموعة «هوت كوتور».
أما اليوم، فتستعد المصممة اللبنانية للعودة إلى روما، حيث تعرض في 30 كانون الثاني (يناير) الجاري، مجموعة الـ«هوت كوتور» لربيع وصيف 2008. لذا، تشهد أروقة محترفها في بيروت، حركة عمل مكثفة كي تنهي كل التحضيرات قبل الموعد المنتظر. وفي المجموعة الجديدة، تقدم زحلان عرضاً بعنوان «صباح، الأيقونة»، ويضم فساتين مستوحاة من سيرة الشحرورة الصباح، وأبرزها محطاتها الفنية.
ومن المتوقع أن تطغى ألوان الشمس الذهبية والأصفر والأحمر الأسطوري على التشكيلة، فيما ستعتمد أقمشة «التول» و«الشيفون» والحرير و«الساتان» و«الأورغنزا» المطرز باللؤلؤ و«الكريستال» و«الستراس». كما ستطلق في 20 آذار (مارس) المقبل مجموعتها الأولى للملابس الجاهزة لربيع وصيف 2008، إنما في ميلانو هذه المرّة.




باريس وروما:أهلاً بنجوم بيروت

تستعدّ باريس وروما لاستقبال الموسم الجديد لعروض الأزياء العالمية. وها هما تشرّعان الأبواب على مصراعيها لاحتضان معظم المصممين المخضرمين أو أولئك الحالمين بالعالمية كي يقدموا آخر إبداعاتهم وسط منافسة شديدة، علّ كل مصمم يحقق إنجازاً جديداً في صناعة الخياطة الراقية التي تواجه يوماً بعد يوم خطر الاندثار. وهنا، لمحة مفصّلة عن أهمّ العروض العالمية واللبنانية في أسبوعي الموضة الفرنسي والإيطالي... في 21 كانون الثاني (يناير)، يفتتح المصمم آن فاليري هاش، أول العروض في أسبوع الموضة الباريسي ليعرض مجموعة ربيع وصيف 2008، ثم يليه فيليب أوليفيه باتيستا، ودار كريستيان ديور. كذلك تقدم في اليوم نفسه، مجموعة كريستوف خوسيه، ودار «أونورا تو فو»، وجورجيو أرماني وأخيراً أدلين أندريه.
وفي اليوم التالي تفتتح دار شانيل، العروض ثم تليها دار بوديغا، وبعدها كريستيان لاكروا. كذلك تقدم عروض كل من غوستافو لينس، وموريتزيو غالنتيه، ودار جيفنشي وإيميريك فرنسوا. وفي 23 الشهر الحالي، أدرجت أولى العروض لفرانك
سوربيه. بينما اختار المصمم اللبناني إيلي صعب أوتيل انتركونتيننتال باريس ـــــ القاعة الكبرى ليقدم مجموعته الجديدة. وتعرض دار جان بول غوتييه مجموعتها في هذا اليوم، كذلك دومنيك سيروب ودار
فالنتينو.
وتنتهي العروض الرسمية لأسبوع الموضة الباريسي في اليوم التالي، مع لائحة مخضرمة من المصممين، وفي مقدّمتهم أليكسيه مابيل وجان بول نوت. يليهما، أودو إدلينغ.
ويشارك بعده ستيفان رولان، لتنتهي العروض الرسمية مع جوزيف فونت في شارع سانت أونوريه.
وعلى هامش العروض الرسمية في باريس، يسجل المصممون اللبنانيون حضوراً كبيراً في أوتيل «وستن ـــــ صالون الكونكورد». هكذا يعرض جورج حبيقة تشكيلة الـ«هوت كوتور» لربيع وصيف 2008 في 21 كانون الثاني (يناير) الجاري. يليه كل من باسيل وروبير أبي نادر في اليوم التالي.
أما داني أطرش فيقدم مجموعته الجديدة في 23 كانون الثاني. كذلك بالنسبة إلى المصممين حنا وشيرين توما اللذين يقدمان مجموعتهما أيضاً في أوتيل الوستن ـــــ صالون الكونكورد.
أما زهير مراد فسيعرض مجموعته يوم 21 كانون الثاني، لكن في قاعة «كاروسيل دو لوفر» بعد غياب عامين عنها.
ومن باريس إلى روما، حيث تفتتح فعاليات أسبوع الموضة العالمي Alta Roma Alta Moda، في 27 من الشهر الجاري. والأسبوع الذي يشهد عروضاً بارزة، يخصّص هامشاً واسعاً لمصممي لبنان، بينهم، عبد محفوظ الذي يعرض مجموعته الجديدة من أزياء الـ«هوت كوتور» لربيع صيف ٢٠٠8 يوم الثلاثاء 29من الشهر الجاري. تليه إيلّا زحلان التي ستعرض مجموعتها «صباح، الأيقونة» في أوديتوريوم «باركو ديللا موسيكا» في 30 من الشهر الجاري. ويختتم المصمم طوني ورد العروض مع مجموعته الراقية في 31 الجاري، وفي المكان نفسه.
لمزيد من المعلومات ولمعرفة أماكن وتوقيت العروض، يمكن زيارة موقع أسبوع الموضة الباريسي على الإنترنت: www.modeparis.com
وموقع الأسبوع الإيطالي على:
www.altamodaitali.it