علاء اليوسفي
يدخل عاصي الحلاني إلى الحلبة على صهوة فرس عربية أصيلة، يختال بها وهو يؤدي التحية إلى سمو الأمير. تشتعل الجماهير تصفيقاً لهذه المفاجأة، فتلجم بعضاً من البرد القارس في ليل الصحراء... أصابت الشركة المنظمة للحفلة التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، الهدف في اختيار عاصي. إذ أرضت به جمهوراً غفيراً حضر الحفلة الختامية لمهرجان الخالدية الدولي الأول للجواد العربي الذي شاركت فيه 22 دولة، وعرض ممثلوها 213 جواداً عربياً من مختلف أرجاء العالم... كيف لا تصيب، وهو الفنان «الجايي من الجرد ونهر العاصي» على مهرة، وهو أيضاً صاحب الجولات والصولات على صهوات الخيول في أغانيه المصورة، وآخرها «صوت الحدا».يدور عاصي على فرسه ويؤدي تحية أخرى كرمى لعيون الأمير، ثم تبدأ أغنيته «خيل العرب» التي أعدت خصيصاً للمناسبة، (كتبها نزار فرنسيس، ولحنها الحلاني نفسه، ووزّعها هادي شرارة). دقائق عدة، تنتهي الأغنية، ويترّجل الحلاني عن الفرس الأصيل متجهاً إلى الأمير. يصافحه، ويقبّله على رأسه، ويقدّم إليه عباءته، من دون أن يغفل السلام على بقية الحضور من أصحاب القامات الرفيعة... ثم ينتهي دوره، وينسحب من الحدث.
لسنا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تجري مهرجانات مماثلة، وحيث الغناء أمر طبيعي. إنها الرياض، مدينة نجد، منشأ «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» حيث تسود شريعتها الاجتماعية والدينية المشرعة بالقانون، التي بالطبع تحرّم الغناء، وما زالت تحرّم حتى الاختلاط بين الجنسين، ولو في أماكن عامة. أما كيف استطاع عاصي أن يكسر المحرّمات ويغني في حفلة عامة؟ فذلك لأنه على أرض مزرعة الخالدية التي تضم إسطبلات لأهم الخيول العربية الأصيلة، وفي ضيافة مساعد وزير الدفاع والطيران، المفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، سمو الأمير الملكي خالد بن سلطان، نجل وليّ العهد. ووفقاً لمصدر في الشركة الوطنية للإعلان التي يملكها الأمير خالد، فإن عاصي قدّم هذه الأغنية من دون مقابل! ومن منطلق ما يربطه من علاقة مع الأمير، وولعهما المشترك بالخيل... لكن المصدر لم يغفل أن يشير إلى أن سمو الأمير «لم يقصّر» من ناحيته في العطاء.
يذكر أن عاصي لم يكن المغني الوحيد في الحفلة، إذ قدّم الفنان السعودي عبدالرحمن الخريجي بصحبة عدد من الفنانين السعوديين أوبريتاً عن الخيل العربية الأصيلة، فيما قدّم الفنان محمد عبدو أغنية خاصة لعاديات الخالدية، جرى تسجيلها مسبّقاً من دون أن يحضر الحفلة.