حوراء حوماني
«الموت لإسرائيل»، «الموت للأميركيين»،«الموت للصهيونية»، «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»... هتافٌ يجمع الناس في مسجد، حول رجل أشيب يضع «الحطّة» الفلسطينية، وهم يرددون بحماسة ما يقول. هو «رجل ألهب خيال الملايين... اتبعوه حتّى في الخطر... وكانوا يتمنّون الموت من دونه»، حسب صوت المعلّق باللغة الإنكليزية. «من أجل بلادي ومن أجل أولادي»، يأتي صوت المقاوم، ملقياً وصيته الأخيرة، أمام الكاميرا، قبل الانطلاق إلى الميدان. تظنُّ لوهلة أنه فيلم عربي يحكي رحلة الصمود الفلسطيني.
تابع المشاهدة، فالمقطع الترويجي مجرد دقيقة و29 ثانية، على موقع «يوتيوب» الإلكتروني.
«من أجل الأمة الأسـ...»، ويتوقف المقاوم عن المتابعة. يخلع حطته الخاصة، يضع سلاحه على الطاولة أمامه، ويرحل. ويتابع التعليق بصوت هوليوودي أجش، رسم مشهد الهزيمة على طريقته: الرجل الأشيب يهتف وحيداً في قلب المسجد، والناس قد انفضّوا من حوله: «حتى جاء يوم... انطفأت فيه الشعلة... حين اكتشف تابعوه شيئاً جديداً... رجل واحد بشّر بحقيقة واحدة... بقي وحيداً».
إذاً هو فيلم درامي ناطق باللغة العربية. من هم الممثلون، المخرج، المنتج؟ تأتي الإجابة عن بعض هذه الأسئلة من موقع «المبادرة الإسرائيلية» (israelinitiative.com) الذي يشير في نهاية المقتطف الدعائي إلى أن عضو الكنيست الإسرائيلي بيني ألون هو الذي يسوق للفيلم، ضمن «المبادرة الإسرائيلية» ـــــ الخيار الأفضل للسلام. وألون يدعو «إلى محو السلطة الفلسطينية واستبدالها بالمملكة الأردنية الهاشمية». ويضيف موقع news.com تعليق يوفال بورات، مستشار في حملة التسويق لـ»المبادرة»، أنهم أرادوا دعم استراتيجيتهم من خلال عمل سينمائي، يستقطب العرب والشباب بدءاً من الإنترنت.
هو «الأصولي الأخير» (The Last Fanatic)، عنوان الفيلم الذي ينتهي ترويجه بالإشارة الى أنه يصل قريباً إلى الشرق الاوسط. لكن عبر أي قناة، وأي أفكار قد يحمل؟ سؤال لن تطول الإجابة عنه، فلننتظر...