خالد صاغيّة
فرح عارم في غزّة، رغم الحصار. فقد أدانت الملكة رانيا والرئيس فؤاد السنيورة التدابير الإسرائيلية في القطاع. وبجرأة تامّة، أعلنت ملكة الأردن، كأيّ مواطنة بريئة، أنّه «في مثل هذه الظروف، يجب ألا نكتفي بالتعبير عن الحزن والألم، لكن علينا التحرّك». وقد تلقّف زوجها هذا النداء، فبدأ بالحركة، وخصوصاً أنّ طبيب المفاصل كان قد وصف له بعض الحركات السويديّة.
أمّا رئيس الحكومة اللبنانية، فرأى أنّ «التقصير سيكون سكوتاً عن إجراءات مذبحة تنفّذها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وسيكون المجتمع الدولي مسؤولاً بسبب سكوته عمّا يجري».
الملكة رانيا عادت وأخبرتنا أنّها «رغم زيارتي وتفقّدي أحوال المرضى من قطاع غزّة» ـــــ الله يعطيها ألف عافية ـــــ فإنّها نادراً ما ترى النوم لأنّ «تفكيري مع الأهل والأمّهات في الداخل».
أمّا السنيورة فينام جيّداً لأنّ المجتمع الدولي الذي يعمل موظّفاً لديه منذ صدور القرار 1559، ومنذ أن ربّت جورج دبليو بوش كتفه، سيبدأ حملة تجبر إسرائيل على فكّ حصارها عن غزّة والقبول بدولة فلسطينيّة مستقلّة وبعودة اللاجئين والاعتذار عمّا جرى في عام 1948. طبعاً، فالمجتمع الدولي لا يسعه رفض طلب لزعيم عربيّ كبير كفؤاد السنيورة، وخصوصاً أنّ الأخير مشهور بحبّه للحياة، حين تكون الحياة حكراً على الأثرياء.
وحده «الحكي بلا جمرك». أطال الله عمر الذاكرة، ذاكرة المواطنين الذين عاشوا حرب تمّوز.