محمد عبد الرحمن
حياة الليل، وصالات القمار، والوحدة الوطنية أيضاً... كلّها في موسم واحد! فعادل إمام وعمر الشريف وإلهام شاهين، ومعهم محمد هنيدي... يستعدّون لدخول المنافسة السينمائية قريباً، وهم يراهنون على جرأة المضمون، وتبدّل ذائقة الجمهور الــ«عاوز كده»

إذا كانت السنوات الثلاث الأخيرة قد شهدت زيادة غير مسبوقة في نتاجات السينما المصرية، فإن الأفلام الجديدة تراهن على النوع أيضاً، مع موافقة المنتجين على الغوص في مواضيع جريئة، ما دفع بالنجوم إلى رفع شعار «أكون أو لا أكون».
وها هو عام 2008 السينمائي يأتي مختلفاً بشدّة عن العام الماضي، وخصوصاً أنّ تغييرات طرأت على المشهد، لعل أبرزها اقتراب رمضان من نهاية موسم الصيف، وترحيب الجمهور بنوعية مختلفة من الأفلام، أدت إلى تراجع موجة الأعمال الكوميدية. أضف إلى ذلك ظهور نجوم جدد، نجحوا في السنوات الخمس الأخيرة في تحمل مسؤولية شباك التذاكر. ليس هذا فحسب، بل عادت البطولة الجماعية بقوة، بعدما ظلت السينما منذ 1998 «سينما النجم الأوحد». هكذا باختصار، تبدلت المعايير في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً مع نجاح الأفلام السياسية في موسم عيد الأضحى، وفشل تلك المشغولة على عجل، وهو ما لم يكن يحدث في الماضي، إذ نجحت أفلام لمجرّد أنها عرضت في المواسم الجماهيرية. ذلك أن الجمهور لم يعد يرضى اليوم بمتابعة ما هو متاح، وخصوصاً أن الخيارات باتت متعددة أمامه: سياسة، أكشن، مغامرات، كوميديا على رغم هزائمها المتتالية.
حالياً، تعرض الصالات المصرية أفلاماً أُنتجت في 2007، ولم تجد لها مكاناً في زحمة العام الماضي، بينها: «عمليات خاصة» الذي بدأ عرضه الأحد، وعلى الطريق «كلاشينكوف» لمحمد رجب، و«طباخ الرئيس» لطلعت زكريا، و«نقطة رجوع» لشريف منير، و«لحظات أنوثة» لجومانة مراد، إضافة إلى أربعة أفلام عرضت في مهرجان القاهرة الدولي الأخير، وهي: «ألوان السما السابعة»، و«على الهوا»، و«الغابة»، و«بلد البنات».
إذاً، يسارع الجميع إلى المنافسة، في الفترة الممتدة حتى مطلع أيار (مايو) المقبل، علماً بأن هذه الأشهر (من ك2/يناير حتى أيار/مايو) كانت تعد قديماً من «المواسم الميتة»، لكن الروح دبّت فيها أخيراً. والسبب يعود إلى أن موسم الصيف المقبل لن يتحمّل أكثر من 15 فيلماً، يجري الإعداد لها. لذا، يبحث الكل عن إنقاذ نفسه وعرض الأفلام المؤجلة، بدلاً من الانتظار حتى نهاية رمضان.
لكن، ما الذي سيحدث بعد انتهاء هذا الموسم؟ ستبدأ نتائج المعركة بالظهور تباعاً، وهي معركة من نوع مختلف لم يعتد عليها لا الجمهور ولا النقاد. ففي السابق، كان الكل ينتظر ماذا سيفعل عادل إمام لمواجهة محمد هنيدي ومحمد سعد، وما هو جديد أحمد حلمي. المعركة وقتها كانت سهلة، أما اليوم فالوضع أكثر تعقيداً: الأفلام كلّها تتمتع بإنتاج ضخم، والموضوعات دخلت عالم المحظور.
حتى شجاعة عادل إمام في الكلام عن الوحدة الوطنية، لم تعد تكفي. وقد جاء انضمام عمر الشريف إلى «حسن ومرقص» ليزيد من بريق التجربة. وسبق ذلك ترحيب البابا شنودة بالفكرة، أي إن الفيلم حظي بالدعاية الكافية قبل أن تدور كاميرا رامي إمام.
هذا ليس كل شيء. علب الليل وصالات القمار والسهر، تعود من جديد، لكن برؤية مختلفة. والمفارقة تكمن في تصوير فيلمين عن تلك الأجواء في توقيت واحد: الأول هو «الريس عمر حرب» للمخرج خالد يوسف (بطولة خالد صالح، وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق وهاني سلامة). ووصلت أسرة الفيلم يوم الجمعة الماضي إلى شرم الشيخ لقضاء شهر كامل للتصوير داخل «كازينو» اختاره خالد يوسف ليكون مسرحاً للأحداث. وبعد النجاح الكبير لفيلم «حين ميسرة»، فإن «الريس عمر حرب» مرشّح للعرض خلال موسم الصيف الذي لم يكن يرحّب بنوعية أفلام خالد يوسف من قبل. أما الفيلم الثاني فهو «كباريه» للمنتج أحمد السبكي والمؤلف أحمد عبد الله. وتدور أحداثه داخل «كباريه»، حيث يقدّم نماذج متعددة لشخصيات أصبح «الكباريه» مكاناً يجمعها كل يوم، إما للعمل أو لتمضية الوقت وإنفاق المال. الفيلم من إخراج سامح عبد العزيز، وبطولة 15 ممثلاً وممثلة، أبرزهم: جومانة مراد، أحمد بدير، خالد الصاوي، هالة فاخر وماجد الكدواني. ويُنتظر طرح الفيلم في توقيت مبكر لضمان أكبر قدر من الإيرادات قبل نزول أفلام الكبار.
أحمد حلمي يستعدّ للعودة أيضاً في الصيف، وفي جعبته فيلم يعكف محمد دياب، مؤلف «الجزيرة»، على كتابته. أما محمد سعد، فقد استسلم للمخضرم عمرو عرفة ليخرج فيلمه الجديد الذي لم يعلن عن اسمه بعد. ولم يعلن محمد هنيدي أي أخبار عن شريطه الجديد بعد «عندليب الدقي»، فيما يتوقع متابعون أنه يجهّز لمفاجأة تذكّر الجميع بأنه صاحب «الضربة الأولى». كريم عبد العزيز من جهته يستعد لتصوير «الطريق الوحيد» للمخرج أحمد نادر جلال، على أمل اللحاق بالصيف. فيما يضع تامر حسني اللمسات الأخيرة على «كابتن هيما» مع غادة عادل، لكن الأخيرة لم تعلن بعد موافقتها النهائية على الفيلم الذي سيكون العمل السينمائي الأول لنصر محروس.
كذلك تنشغل غادة عبد الرازق وتامر هجرس بتصوير فيلم آخر هو «البلد دي فيها حكومة»، فيما يواصل هاني رمزي تصوير «نمس بوند» مع دوللي شاهين والمخرج أحمد البدري. وأخيراً، بدأت إلهام شاهين تصوير فيلم «خلطة فوزية» مع المخرج مجدي أحمد علي. وتقدم فيه شخصية سيدة تتزوج أربع مرات، وتنجب من كل ارتباط، فتقرر الحفاظ على وحدة أبنائها في منزل واحد، على رغم صعوبات الحياة. ويعيد العمل شاهين إلى السينما بعد ثلاث سنوات من «خالي من الكوليسترول».