خالد صاغيّة
مدّد السفير الأميركي جيفري فيلتمان إقامته في بيروت لأسباب لا علاقة لها بوزارة الخارجية الأميركية. فالواقع أنّ وزارة المال الأميركيّة والاحتياطي الفدرالي الأميركي هما اللذان طلبا من فيلتمان البقاء في بيروت في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ فيها الاقتصاد الأميركي.
ذلك أنّ معلومات مؤكّدة مصدرها قوى 14 آذار وصلت إلى دوائر البيت الأبيض تفيد بأنّ للمحور السوري ـ الإيراني يداً طولى في أزمة الركود التي تسود الولايات المتّحدة الأميركيّة حالياً. كما أنّ حزب الله ضالع بتهديد المستثمرين لإجبارهم على عدم توظيف أموالهم رغم خفض سعر الفائدة. كما تلقّت الشركات الكبرى اتّصالات تأمرها بالاستفادة من خفض الضرائب لزيادة أرباحها، وعدم توظيف هذه الأرباح في أيّ استثمارات.
لذلك، يقف رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، بن برنانكي، حائراً ومذهولاً، بعدما قام بكلّ الخطوات التي تُعتمد في حالات كهذه منذ منتصف القرن الماضي، والتي قيل وقتها إنّها تعطي الحلول السحرية لفرض الاستقرار في نظام رأسمالي سمته الاضطراب المستمرّ. وأمام حيرة برنانكي هذه، كان لا بدّ من أن يُطلب من «جيف» بذل قصارى جهده لنصرة فؤاد السنيورة على خصومه السياسيّين.
أمّا الدعوات كي تزيد الدولة من إنفاقها الذي يستهدف الفقراء والعاطلين عن العمل، لما لهذا الإنفاق من تأثير مباشر على زيادة حركة الاستهلاك... فهي دعوات تذهب أدراج الرياح. فلا أحد يريد للفقراء أن ينعموا حتّى بفتات الموائد. لا أحد من وزراء واشنطن... ولا من وكلاء قريطم.