لا يبعد مقرّ «برس تي في» في بيروت كثيراً عن مقرّ مكتب فضائية «العالم» الإيرانية، الناطقة باللغة العربية. لكن لا علاقة عمليّة تجمع بين المكتبين، فـ«الإدارة وفريق العمل في كل منهما منفصل تماماً عن الآخر».يجلس حسين أحمد في غرفة التحرير مع زميلتيه لانا ومريم. لانا لا ترتدي الحجاب الإسلامي، وتقول إنّها لم تتردد في طلب العمل في المحطة. أما مريم فكانت توجه انتقاداً إلى أحمد قبل وصولنا، أعادته على مسامعنا: «تعابير وجهه قاسية»، فيؤكد أنه يتقبّل النقد ويعمل على تجاوز أخطائه.
عن مكتب بيروت، يقول أحمد إن العمل هنا بدأ مع انطلاقة المحطة في العالم قبل خمسة أشهر. ويصف البداية بالـ«صعبة جداً، لأن القناة الجديدة تواجه عقبات للوصول إلى المشاهد والسياسيين، وخصوصاً أنها لا تنطق باللغة العربية، فكان علينا كلّ مرة أن نقدّم المحطة لهم، إضافة إلى البحث عن أشخاص مستعدين للكلام معنا باللغة الإنكليزية».
لكن رغم المهلة المهنية القصيرة، يبدي أحمد رضاه عن النتيجة التي حققها إلى اليوم، وخصوصاً أن بثّ مقتطفات من برنامج «من بيروت» أسهم في انتشارها بين أوساط اللبنانيين، رغم أن الجمهور المستهدف هو الناطق باللغة الإنكليزية، وأن 50 في المئة من المشاهدين، يقيمون في الولايات المتحدة.
يعمل في المحطة ثلاثة مراسلين، ومنتجان، ومصوّر، وعامل مونتاج «وربما كان مكتبنا من أنشط المكاتب. يومياً عندنا تقرير عن لبنان (سياسية، وتحقيقات إنسانية أو اجتماعية)، إضافة إلى برنامجين هما: «الشرق الأوسط اليوم» و«من بيروت» الذي يعرض كل عشرة أيام تقريباً. ولبنان هو واحد من أربعة بلدان تعدّ مكاتبها البرامج، (إضافة إلى لندن ونيويورك وطهران).
في النهاية، يهمّ أحمد التركيز على الطابع المهني للمحطة، «رغم الصورة النمطية التي تطبع مؤسسات معينة»، لافتاً إلى أنّ معظم العاملين فيها كانوا يعيشون في أميركا وكندا.