خالد صاغية
بعد حادثة الرمل العالي في 6/10/2006، ومقتل الفتى حسن سويد، عنْوَنَت «الأخبار» بالخط العريض على صفحتها الأولى: «دم على يدَيْ فتفت». يومها كان الوزير أحمد فتفت يحتلّ وزارة الداخلية بالوكالة، وقد أمر قوى الأمن الداخلي بقمع مخالفات بناء على طريق المطار، مهما كلّف الأمر.
بعد أحداث مار مخايل في 27/1/2007، لو شاءت «الأخبار» أن تصدر بالعنوان العريض نفسه، بأيّ اسم كان يجب أن تستبدل «فتفت»؟ الإجابة ليست صعبة. لكن، بانتظار نتائج التحقيق، يمكن القول إنّ المسؤوليّة مشتركة بين الفئات الآتية:
ــــ السلطة السياسيّة التي ما إن يشرع الجيش بتنفيذ مهمّة ما، حتّى تختبئ خلفه. وكأنّ الجيوش تتحرّك وفقاً لأوامر عسكريّة يتّخذها ضبّاط وجنرالات من دون أيّ دور للحكومات أو لوزارات الدفاع.
ــــ كلّ الأحزاب والقوى التي سكتت عن سفك دماء المدنيّين الفلسطينيّين في نهر البارد، ولم يحرّك مشهد دمار المخيّم فيها ساكناً. فثمّة من أخذت يده على الضغط بخفّة على الزناد.
ــــ كلّ من شارك في رسم السياسات الاقتصادية الجائرة، وكلّ من وافق على هذه السياسات برفع الأيدي، وكلّ من تواطأ على ضرب حركة نقابيّة فاعلة.
ــــ كلّ من رفع رايات «المنقذ» في شوارع بيروت، وأيّد فكرة وصول قائد جيش للرئاسة متراجعاً عن مبادئ كان قد اختطّها لنفسه...
اللائحة تطول، وهي بحجم الوطن كلّه.