strong>محمد عبد الرحمن
أخذ نواب البرلمان المصري استراحة موقتة من القضايا الساخنة التي تداولها المجلس أخيراً، وناقشت سياسة وزير المال وما يجري على الحدود المصرية مع قطاع غزة... ذلك أن الاستجواب المقدّم من النائب سمير موسى بشأن مسرحية «روايح» لفيفي عبده، تحوّل إلى معركة حامية الوطيس، ما استدعى حضور أشرف زكي، لا بصفته نقيباً للممثلين، بل لكونه رئيساً للبيت الفني للمسرح (التابع للدولة)، وهو الجهة المنتجة للمسرحية. وردّ زكي بشكل رسمي على الاتهامات الموجهة للعمل، أمام لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان. وكان النائب موسى قد أكد أن من غير اللائق لمسرح الدولة إنتاج عرض مليء بالرقصات والإيحاءات الجنسية. كما انتقد فيفي عبده التي «تتطاول أحياناً في تعليقاتها، وتسخر من أسماء الأشهر الهجرية، كرجب وشعبان ورمضان».
وركب الموجة نائب الإخوان المسلمين محسن راضي، المتخصص في تقديم الاستجوابات المتعلّقة بالقضايا الفنية. لكن موسى أصرّ على الاستقلال برأيه، حتى لا يتهم الحزب الحاكم بأنه اتفق مع الإخوان المسلمين في إحدى القضايا، وحاول الفصل بين اعتراضه على المسرحية لأنها تحتوي ألفاظاً وتعابير خادشة للحياء، ورغبة محسن راضي في الهجوم على الفن بشكل عام. لكن زكي رفض الهجوم بمختلف أوجهه، وطالب أعضاء اللجنة بمشاهدة العمل، فإذا أجمعوا على أن المسرحية سيئة فستُمنع، لكن إذا اكتفوا بالملاحظات، يمكن تعديلها.
وذكّر هذا الأخير النواب بأنه قصد المجلس في السابق مدافعاً عن موقفه بوصفه مسؤولاً عن خسائر المسرحيات التي ينتجها البيت الفني التابع لوزارة الثقافة، إذ لم يكن الجمهور يُقبل على معظم هذه الأعمال، وخصوصاً تلك التي تقدّم بالفصحى أو المقتبسة عن روايات عالمية. لهذا، قرر البيت الفني قبل عام تقريباً الاستعانة بنجوم المسرح الخاص لجذب الجمهور من جديد. وكان زكي قد تعرض لانتقادات متواصلة بسبب الاستعانة بفيفي عبده في عرض «روايح» والممثل محمد نجم في عرض «النمر». وبينما لم يستمر عرض «النمر» طويلاً، لا تزال فيفي صامدة حتى الآن، وإن كانت قد توقفت عن الرقص بين الجمهور بعدما منعها زكي من النزول عن خشبة المسرح.