خالد صاغية
عندما يصاب المواطن ألِف بالزكام، يشعر بالإحباط. وحين يُحبَط، يشعر برغبة شديدة في شرب الكحول. لكنّ الكحول مضرّة للزكام، فهي تمتصّ السوائل من الجسم، ما يسهّل على الفيروسات العبث بالشرايين.
وهكذا يواجه المواطن ألِف خيارين: الأوّل، أن يشرب الكحول، فيزول إحباطه، لكن يشتدّ مرضه. أمّا الثاني، فأن يمتنع عن شرب الكحول حتّى لا يشتدّ مرضه، فيشتدّ إحباطه.
أمام هذين الخيارين، لا يجد المواطن ألِف مفرّاً من الإسراع في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقيّاً للجمهوريّة. فوحده العماد سليمان ينقذ المواطن ألِف من الأفق المسدود. فالعماد المرشّح يزيل الإحباط، لأنّ انتخابه ينعكس انفراجاً في الأجواء الضاغطة، والعماد المرشّح يزيل المرض أيضاً، بدليل اللوحات الإعلانية المنتشرة في شوارع بيروت التي تنعته بـ«المنقذ».
لكن إذا كان سليمان هو المنقذ باعتراف عمرو موسى ومصطفى علّوش، فإنّ المحكمة الدولية تبقى وحدها «الطريق إلى الخلاص»، كما تُعلمنا أيضاً اللوحات الإعلانية المنتشرة في شوارع بيروت نفسها.
***

مساء أمس، انهمرت الثلوج على الساحل. كلّ هذه الثلوج لم تغسل الشوارع. ما زال المنقذ منقذاً، وما زالت طريق الخلاص سالكة. وما زال المواطن ألِف يشعر بالمرض، والإحباط، والرغبة في شرب الكحول.
ثمّة من يعبث... بشرايين يديه.