صباح أيوب
تكاد لا تخلو أيّ «ترويسة» من كلمة «أسود»، العناوين جميعها لقضايا «السود ومجتمعهم» و «أوباما ولينكولن»، حتى الصور الصحافية وصور كتّاب العدد... الكلّ من أصول أفريقية أميركية. هكذا أرادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن «تسجّل محطّة جديدة في تاريخ صحافة الأميركيين ــــ السود»، وذلك عبر مجلّة إلكترونية تتوجّه «للقرّاء السود» كما تعلن على صفحتها الأولى. «الجذور» The Root هو اسم المجلّة التي أطلقت يوم الاثنين الفائت، والتي من المقرر أن تُعنى بالشؤون السياسية والثقافية والاجتماعية للمجتمع الأميركي من أصل أفريقي وتتضمن مقالات رأي «عن التهميش»، وتحقيقات «من داخل الولايات ذات الأكثرية الأفرو ـــ أميركية» ومدوّنات «للسود فقط»...
فإلامَ تهدف هذه المجلّة؟ وما سبب إصدارها في هذا الوقت بالذات؟ لم يفصح رئيس تحريرها إلا عن توجّهها المركّز لـ«جمهور القرّاء السود في الولايات المتحدة الأميركيّة والعالم». أمّا اللافت في الموقع، فهو وجود زاوية خاصة لمعرفة الـ«دي إن إي» DNA ورسم شجرة العائلة التي يتحدّر القارئ منها. إذ يُعنى أحد الأساتذة المختصّين بالدراسات الأفرو ـــ أميركية في جامعة هارفرد، بفحص خريطة الحمض النووي للراغبين من القرّاء وذلك لـ«معرفة الجذور ورصد أصول المجتمع الأسود». فهل يهدف هذا المولود الإلكتروني الجديد، الصادر عن جريدة موثوق بها وذات أهمية كبرى في تاريخ الصحافة الأميركية، فعلاً إلى إزالة الحواجز السيكولوجية والاجتماعية التي لا تزال موجودة لغاية اليوم في المجتمع الأميركي «الأبيض»؟ العدد الأول لا يبشّر بذلك.