باسم الحكيم
إنها المرة الأولى التي تعالج فيها الدراما المحليّة
مسألة تعدّد الزوجات. «بين بيروت ودبي» تعيش كارمن لبّس مع فادي إبراهيم 25 عاماً، قبل أن تكتشف الحقيقة المُرّة... هل يأتي العمل بجديد، أم يكون مجرّد نسخة لبنانية عمّا ناقشته مراراً المسلسلات العربية؟


منذ استعادت الدراما اللبنانيّة عافيتها، رصدت مسلسلاتها موضوعات اجتماعيّة مختلفة. لكنّها لم تتطرق إلى مسألة تعدد الزوجات التي عولجت في الدراما العربيّة (خصوصاً المصرية والخليجيّة) حتى التخمة. أما في المسلسل اللبناني الجديد «بين بيروت ودبي» (إنتاج «رؤى» للإنتاج)، فيمثّل موضوع تعدّد الزوجات، مدخلاً رئيساً للحبكة الدراميّة، يتفرّع منه باقي الأحداث، ويحدد على أساسه مسار معظم شخصيات العمل. وبينما بدأ تصوير المسلسل في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ينتقل المخرج ميلاد أبي رعد مع فريق العمل من ممثلين وتقنيين بين عدد من المناطق اللبنانيّة لتصوير الأيّام الأخيرة في بيروت، قبل السفر إلى دبي حيث سيصوّر الجزء الأخير منه.
تنطلق أحداث المسلسل حين تكتشف أمل (كارمن لبّس) بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على ارتباطها بوليد سعد (فادي إبراهيم)، أنه متزوّج عليها منذ 23 عاماً، أي يوم اكتشف أنّ زوجته عاقر. ويشرح الكاتب جبران ضاهر أنّ «المسلسل يدور في بيئة إسلاميّة، ويضيء على سائق سيارة أجرة، تجمعه الصدفة بشابة لبنانيّة عشرينيّة، تقيم في دبي وتزور بيروت للسياحة. ويعيش معها قصّة حب كبيرة، تتوّج بالزواج، ثم ينتقل للعيش معها في الإمارات. وبعد مرور عامين على زواجهما، يكتشف الرجل أن حبيبته غير قادرة على الإنجاب، فيقرر الارتباط بأخرى (كريستين شويري) في لبنان، ليتمكّن من تحقيق حلمه في إنجاب طفل». وسرعان ما يطلب من زوجته الأولى العودة إلى بيروت لتأسيس شركة تجارية كي لا يبتعد كثيراً عن عائلته الثانية. هكذا يتنقّل وليد سعد الذي تحوّل إلى رجل أعمال «بين بيروت ودبي».
تصل الأحداث إلى ذروتها عندما تعرف أمل بارتباط زوجها بامرأة أخرى، فتقرر تدمير حياته وإعادته إلى نقطة الصفر. ولن يوفّر انتقامها ابنتي زوجها: فاتن (نيللي معتوق) المدمنة على المخدرات، والمتزوجة من زياد (عصام بريدي) الذي يعاون حماه في إدارة الشركة، وغنوة (سمر جميل) الصحافيّة المغرمة بسامر (كارلوس عازار).
وستشكل الخادمة الأمينة لما (رنده كعدي) ضمير الزوجة الأولى التي تغيّر من ملامح شخصيتها وتطلق على نفسها اسم جيهان، لتتمكن من مراقبة زوجها عن كثب، من دون أن يتعرّف إليها. وكل ذلك حتى تتأكد إذا كان وليد تزوجها بدافع الحب أم طمعاً بثروتها.
وتشير كارمن لبّس التي تعرض لها Otv حاليّاً «مالح يا بحر»، إلى أن «الجمهور سيرى أمل شريرة، فيما هي في الواقع ليست كذلك... هي امرأة رفضت خداع زوجها لها. وعلى رغم أنها تعترف بحقّه في الزواج أربع مرات، ترى أنه جرحها بعدما كذب عليها طيلة هذه السنوات». وتشير إلى أن «المرأة الحنون، حين تملك السلطة والمال وتشعر بالظلم، تتحوّل إلى بركان وتؤذي من تحبّ». وستظهر كارمن في بعض مشاهد المسلسل متنكّرة بالحجاب، لكي تخفي وجهها عن زوجها، عندما تقرّر إنقاذه من الورطة التي وضعته فيها. ويجمع العمل مجموعة من الممثلين اللبنانيين، منهم عصام الأشقر، ومي صايغ، وطوني عيسى، ووليد العلايلي، وختام اللحّام، وسميّة الشمالي، وفرانسوا ابرهيم، وناظم عيسى وفراس الحاضر. وهو أول الأدوار التمثيليّة لنيللي معتوق، المتخرجة في «ستار أكاديمي» في موسمه الأخير.
يثني الكاتب جبران ضاهر على العمل مع ميلاد أبي رعد لكونه مخرجاً يقرأ نصّه جيّداً ويغوص في تفاصيله، ويستوضح الكاتب أموراً تصبّ في النهاية في صالح العمل. وهو «حريص تقنيّاً على صورته، الأمر الذي يجعله أحد أفضل المخرجين في لبنان والعالم العربي». وعن كتابة العمل أساساً لرولا حمادة قبل إسناد البطولة إلى كارمن لبّس، يوضح ضاهر «ربما كانت رولا تبحث عن البطولة المطلقة. وهذا ما لم تتوقف عنده كارمن التي رأت أن النص بطولة جماعيّة، يوفي كل شخصيّة حقّها».
من جهته، يشير المخرج ميلاد أبي رعد إلى أنه يلتقي الكاتب للمرّة الأولى، ويصف نصّه بالمتماسك، وتعاطيه مع فريق العمل بالمرن. ويسجّل أن «القصّة جديدة، جيّدة وجريئة، وأنها ليست مستهلكة محليّاً». ويعترف بأن العمل «سيضرب على الوتر الحسّاس عند بعض الأزواج الذين لا ينجبون أطفالاً، لكنها رسالة يجب إيصالها كما هي». ولن يعطي المسلسل مساحة كبيرة لمشاهد الـ«فلاش باك»، بل ستمرّ في مواقعها الضروريّة فقط. ويتجنّب أبي رعد الغوص في تفاصيل إضافيّة، «حتى لا نفسد على الجمهور متعة المشاهدة». وعن سبب التأخير في إنجاز العمل، يقول إن «الفترة التي بدأنا فيها التصوير، سبقت الأعياد بفترة وجيزة. لذا، اضطر بعض الممثلين لتنفيذ ارتباطاتهم خارج لبنان، وصوّرنا حتى الآن ما يزيد على أربعين يوماً، ويبقى أقلّ من عشرين يوماً تتوزع بين بيروت ودبي».
لعلّها المرّة الأولى التي يتناول فيها الكاتب جبران ضاهر موضوعاً سجاليّاً، يتعلّق بالطائفة الإسلامية، وهو ما تجنّبت الدراما المحليّة خوضه قبلاً. لكنه سبق أن عالج موضوعات أكثر جرأة في مسلسليه «رجل من الماضي» و«كبرياء وندم». كذلك طرق أبواب الدراما الاجتماعيّة الدينيّة على شاشة «تيلي لوميير» مع مجموعة من الأفلام التلفزيونية والمسلسلات القصيرة. وهو طرح قبل عامين موضوع تسلّط النساء على الرجال في صور كوميديّة خفيفة عبر «إذا حكموا النسوان» للمخرج إيلي فغالي. ولم يحقّق العمل النجاح المتوقع، واتهم يومها ضاهر المخرج بالإساءة إلى نصه. وعلى أثرها، رفع الكاتب دعوى على تلفزيون «الجديد» لعدم دفعه باقي مستحقاته المالية عن الـ 15 حلقة الأخيرة من أصل الحلقات الثلاثين.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن «رؤى بروداكشن» لم تبدأ تسويق المسلسل بعد. إذ تنتهج الشركة، منذ مسلسل «مالح يا بحر»، سياسة الانتهاء من تنفيذ أعمالها قبل عرضها على المحطات التي ترغب في شرائها، وليس بيع الحلقات قبل استكمال المشروع، كما يحدث غالباً.



محمد خان وأشياء أخرى

فيما حدّد يوم 20 شباط (فبراير) الحالي موعداً مبدئيّاً للانتهاء من تصوير مسلسل «بين بيروت ودبي»، يعقد كاتبه جبران ضاهر جلسات عمل مكثّفة مع المخرج غابي سعد الذي سينفّذ مسلسل «دعوة إلى المجهول» في عشر حلقات تلفزيونيّة تنتجها شركة «لاك بروداكشن». ويعكف المخرج والكاتب حالياً على ترشيح أبطال العمل. كذلك يواصل ضاهر كتابة مسلسل «قلب لا يموت» الذي يناقش بصيغة دراميّة قضايا تتعلق بالماورائيات. وبعد اعتذاره عن تنفيذ أكثر من برنامج فني في القاهرة، سيؤجل المخرج ميلاد أبي رعد تنفيذ مسلسله المقبل «الطائر المكسور» من كتابة مهى بيرقدار الخال وبطولة ورد الخال وإنتاج مشترك لشركتي «الخيال» و«نيولوك بروداكشن» إلى حين انتهائه من مونتاج وميكساج «بين بيروت ودبي» في منتصف آذار (مارس) المقبل. وسينفّذ مطلع الصيف المقبل مسلسل «أشرقت الشمس» للكاتبة منى طايع وإنتاج «رؤى للإنتاج» وبطولة رولا حمادة وجورج شلهوب. من جهتها، تسافر الممثلة كارمن لبّس إلى القاهرة، بعد عودتها من دبي حيث تصوّر المشاهد الأخيرة من «بين بيروت ودبي» لتخوض أولى تجاربها السينمائيّة في القاهرة من خلال فيلم «استانلي» إلى جانب محمود عبد العزيز ومحمود حميدة، وتحت إدارة المخرج محمد خان. وستؤدي فيه شخصيّة امرأة مصريّة من جذور يونانيّة. ويستكمل فادي ابراهيم تصوير المشاهد الأخيرة من الدراما الاجتماعيّة البوليسيّة «ورود ممزقة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف. أما النجوم الشباب، فيوزّعون نشاطهم بين هذا العمل وبين الكوميديا. هكذا يستكمل كارلوس عازار تصوير المزيد من حلقات الـ «سيتكوم» الكوميدي «فيفتي Fifty» (كتابة نبيل عسّاف وجيسكار لحّود وإخراج إيلي غريّب) على Otv، بينما يباشر عصام بريدي تصوير دوره في الموسم الرابع من حلقات «آدم وحوا» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج باسم مغنيّة. وبريدي انتهى قبل أيّام من تصوير الموسم الثالث الذي يبدأ عرضه منتصف الشهر الجاري على «المستقبل».