دبي ــــ عبير خالد
منذ انطلاقته عام 2004 و«مهرجان دبي السينمائي الدولي» يصبو ليكون نسخةً عربية عن مهرجان «كان» أو «البندقية» من خلال الأفلام المعروضة والنجوم المشاركين والمبالغ الضخمة التي يوظّفها في فعالياته.
وهذا الاتجاه يتأكّد مع الدورة الرابعة التي تقام بين 9 و16 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، وتفتتح بفيلم من بطولة جورج كلوني هو «مايكل كلايتون» للمخرج توني جيلروي. وتحتضن الدورة 141 فيلماً من 52 دولةً، بينها 16 عملاً تقدّم في عرضها العالمي الأوّل. ونلاحظ الحضور الطاغي لشمال أفريقيا، من خلال تجارب آتية من مصر والمغرب والجزائر وتونس. وتحتل الأعمال الفلسطينية واللبنانية المرتبة الثانية من حيث كثافة الحضور. كما تشهد الدورة حضوراً قوياً للولايات المتحدة (21 فيلماً)، وفرنسا (15) والمملكة المتحدة (7).
وتدخل «جائزة المهر للإبداع السينمائي العربي»، المبادرة الهامة التي أطلقها مهرجان دبي السينمائي الدولي، عامها الثاني... مشتملة على 7 أفلام تقدم في عرضها العالمي الأول، ضمن فئات المسابقة الثلاث للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة. وتبلغ قيمة الجوائز 270 ألف دولار للفئات الثلاث. وتبرز هذا العام أعمال تسلّط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية والحروب وتداعياتها على التفاصيل اليومية والقضايا السياسية الراهنة في العالم العربيأما الأفلام العربية المشاركة في دبي هذا العام، في مختلف الفئات، فنذكر بينها «في شقة مصر الجديدة» لمحمد خان الذي رشّحته مصر لجائزة الأوسكار. ويشارك المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد بفيلمه «خارج التغطية»، فيما يعود المغربي أحمد المعنوني بعد سنوات من الغياب مع «القلوب المحترقة» الذي يرصد رحلة فتى يعود من السفر لرعاية خاله المحتضر. أمّا المخرجة الوثائقية مي المصري فتقدّم فيلمها «33 يوماً» الذي يرصد تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وتتمثّل فلسطين بـ«أنا فلسطيني» لأسامة قشوع و«مغارة ماريا» للمخرجة الشابة بثينة خوري (عن جرائم الشرف). وقد استحدث المهرجان ست جوائز جديدة لتكريم أفضل ممثل، وممثلة، وكاتب سيناريو، وتصوير، ومونتاج، وموسيقى تصويرية. وخُصِّصَت جوائز لصانعي الأفلام الإماراتيين.
ويشارك في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرج الأميركي مايكل شيمنو، والمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي، والمخرجة الألمانية مارغريت فون تروتا، والمخرج البحريني بسام الذوادي، والمنتج الإيطالي رينزو روزيليني، والروائية المصرية ميرال الطحاوي والناقد اللبناني الزميل بيار أبي صعب، فيما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الناقد السينمائي الألماني إلمار بيبل، والمخرجة اليمنية خديجة السلامي، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والناقدة المصريّة ماجدة واصف، والمدير السابق لـ«مهرجان لايبزيغ للأفلام الوثائقية»رونالد تريش (ألمانيا).
المهرجان الذي يحمل شعاراً دائماً هو «ملتقى الثقافات والإبداعات»، ينظّم فعاليات خاصة تعكس التنوع الثقافي والتواصل بين تجارب «سينما العالم». وتعرض «الليالي العربية» أعمالاً عربية وعالمية تصبّ كلّها في راهن الواقع العربي وستُفتتح بـ« لولا» للمغربي نبيل عيوش الذي يُقدَّم في عرضه العالمي الأول بحضور بطلته كارمن لبّس. ويرصد الشريط علاقة بين راقصة شابة من نيويورك وراقصة مصرية معتزلة، فيما يصير الرقص وسيلةً وعنواناً لتجاوز الألم والفقدان وضياع العمر.
السينما اللبنانية ستحضر بقوة في المهرجان من خلال برهان علوية الذي يشارك بشريطه الروائي الجديد «خلص» الذي يرصد حياة أشخاص بعد الحرب الأهلية اللبنانية، و«تحت القصف» لفيليب عرقتنجي، وفيلم «كلمات ما بعد الحرب» لأنور براهم، ويتناول عدوان تموز من خلال شهادات فنانين ومبدعين وإعلاميين من لبنان. والفيلم مهدى إلى الأب الروحي لـ«الأخبار» الزميل الراحل جوزف سماحة.
من شمال أفريقيا، سيقدّم المخرج نوري بوزيد «آخر فيلم» الذي فاز هذا العام بجائزة ابن خلدون، فيما سيقدّم الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش شريطه «أسرار كسكس» الذي فاز بثلاث جوائز في مهرجان البندقيّة/ فينيسيا.
وينظم المهرجان الذي يكرّم يوسف شاهين والأميركي داني غلوفر والكوري الجنوبي إيم كوون تاك، ندوةً عن التواصل الحضاري، يشارك فيها الكاتب البرازيلي باولو كويلو، والكاتبة والمخرجة الوثائقية الجنوب أفريقية رايدا جايكوبز. وستشهد الدورة برنامج «إيقاع وأفلام» يمتدّ على ثلاث ليال، على أن تتضمّن كل أمسية عرضاً لفيلم مع مرافقة موسيقية.