من كان يمكنه أن يتخيل نتائج دراسة رسمية وجدية تربط بين الطلاق والبيئة؟ فالطلاق له آثار مباشرة على الأوضاع الاجتماعية، وعلى الظروف الاقتصادية للأسرة. ولكن أن يكون له تأثير على البيئة، فهذا أمر جديد.في أحدث دراسة «علمية» نشرت في مجلة «Proceedings of National Academy of Science» الأميركية، تبين أن الطلاق يؤثر سلباً على البيئة. كيف؟
أظهرت الدراسة، التي تُعدّ الأولى من نوعها عن الطلاق، أنه في كل مرة يحصل فيها الطلاق أو الانفصال، يتقلص عدد أفراد الأسرة بسبب انتقالهم إلى أماكن إقامة أخرى، ما يزيد من استهلاك الطاقة والمياه، عدا عن الحاجة إلى إيجاد مساكن أخرى بسبب تعذر عيش أفراد الأسرة معاً في مثل هذه الظروف.
وقال البروفسور جيناغو ليوي، الذي أعد الدراسة من جامعة ميشيغين، «إن هذه المشكلة لا تعانيها الولايات المتحدة فقط، بل 11 دولة أخرى مثل الصين وأماكن أخرى تتقيد بسياسات دينية صارمة عند الطلاق».
وبيّنت الدراسة أن المطلّقين والمطلّقات استهلكوا 37 مليار كيلو وات كهرباء في الولايات المتحدة عام 2005، و 627 مليار غالون من المياه كان بالإمكان توفيرها لو لم تضطرهم ظروف الطلاق إلى العيش حياة منفصلة بعضهم عن بعض.
وقال ليوي إن «الناس يتحدثون عن حماية البيئة ووقف التغييرات المناخية، ولكن يجب النظر إلى النتائج التي يسبّبها الطلاق أولاً، للوصول إلى حلّ عملي!». وما حفّز ليو على هذه الدراسة هو أنه بينما كان يدرس البيئة في المناطق ذات الكثافة السكانية المتناقصة، لاحظ تزايد عدد المنازل، حتى في المناطق قليلة السكان.
واكتشف أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في ذلك، وعلى رأسها الطلاق، ثم التحولات الديموغرافية مثل تأخر الزواج والانتقال إلى منازل جديدة مع زواج الأبناء...
(يو بي آي).