فاطمة داوود
هذا فنّانٌ لا يحبّ الوقوف على الأطلال. ألبومه الأخير شبابي النبرة، وكليبه الجديد بالـ«مايوه»، وإطلالته التلفزيونيّة ستكون في «تارتاتا»... وليد توفيق يطرقُ قريباً باب الدراما، شريكاً لفاروق الفيشاوي وبوسي

لم يتوقّع جمهور وليد توفيق أن يدعّم عودته إلى الساحة الفنية بمشاركة إحدى العارضات ملابس البحر في فيديو كليب «إنت مين؟»، ما أدّى إلى سيل من الانتقادات طالت المخرج وليد ناصيف، وحمّلت توفيق مسؤولية الاستعانة بأجساد العارضات للترويج لأعماله الفنية.
لكن النجم العربي الذي صور أول من أمس حلقة خاصة من برنامج «تارتاتا»، بمشاركة باسكل مشعلاني وعبد الله الرويشد ونجمة ستار أكاديمي زيزي، وتعرض قريباً على شاشة «دبي»، ينفي هذه الاتهامات، مبرّئاً نفسه من هذه اللقطة التي أدرجها المخرج ضمن أحداث الكليب. ويقول: «سيفاجأ الجمهور بعد عرض الكليب بأنّ المشهد لا يستحق كل هذه الضجة. هي لقطة واحدة فقط لعارضة تطلّ من البحر لترد على هاتفها... فهل كان يمكن أن تخرج من البحر وهي بكامل ثيابها؟». هنا، نسأله عن سبب اختياره وليد ناصيف، وعلاقة ذلك بخلافه المستجدّ مع سعيد الماروق؟ يجيب: «ناصيف معجبٌ بأعمالي منذ كان يافعاً. وكنتُ على وشك التعاون معه أثناء تعاقدي مع «روتانا»، لكن الشركة لم توافق يومها على الميزانية المرصودة للعمل، كما لم تسمح لي بإضافة المبلغ المطلوب من جيبي الشخصي، فتعثّر المشروع وأجّل مراراً حتى خرجت من عباءة الشركة السعودية». ويضيف بحماسة: « أنا مصرّ على تصوير كليبات عدة من الألبوم، فالأغنية غير المصوّرة كالصبية الجميلة القابعة في منزلها، ولا يراها أحد». ويؤكد أنّ رأيه في مكانة وليد ناصيف الإخراجية ليست كلاماً في الهواء «إذ توقعتُ منذ سنوات نجومية فضل شاكر ووائل كفوري ورامي عياش وصحّت توقعاتي».
ينتقل للحديث عن ألبومه الجديد «يا بحر». يكرر أمام محاوره عبارات الاعتزاز بنجاح العمل، رافضاً في الوقت عينه اعتباره عودةً إلى الساحة الغنائية. ويوضح: «أراه نقلةً نوعيةً في مسيرتي، فيما كنت في السابق أفتقد توافر العناصر الكاملة لنجاح الألبوم. لكنني هذه المرّة، وُفّقت بالكلمة واللحن والتوزيع. وإن كانت «يا بحر» قد نالت حظّها من الانتشار، فإن أغنيات أخرى تستحقّ النجاح مثل «باحنّلك» التي أصوّرها قريباً على طريقة الفيديو كليب مع المخرج سعيد الماروق».
اليوم، يتعاقد توفيق مع شركة «عالم الفن» لتوزيع الألبوم في الوطن العربي، بعدما انتهت علاقته مع «روتانا» جرّاء مشاكل إدارية، وفرض شرط الحصرية، إلى جانب تقلّص الميزانية المرصودة لحساب فنانين آخرين. لكن ماذا يمكن شركة «عالم الفن» التي هجرها معظم فنانيها، أن تقدّم إلى توفيق؟ «محسن جابر منتج يتمتّع بالحسّ الفني، وقد أبدى رأيه في معظم الأغنيات، لكنه لم ينتقِها معي، لأنني أنتجتُ الألبوم على حسابي الخاص، وقدّمته إلى «عالم الفن»، حتى توزعّه». ثم ينفي سوء علاقته بـ«روتانا» بعد المصالحة التي تمت بين الطرفين برعاية الفنانة نجوى كرم، موضحاً أنّ «خلافي مع الشركة كان بسبب بعض الأشخاص، وليس الشركة ككلّ». وماذا عن خلافه مع سعيد الماروق، وحقيقة الدعاوى القضائية التي تفجّرت بينهما، وما ترددّ عن مطالبته الماروق بمبلغ 80 ألف دولار؟ يوضح: «لم أذكر في أحاديثي الصحافية أنني سأتجه صوب القضاء لحل خلافاتي معه. لكن حين أثيرت الدعوى بين يعقوب الخبيزي والماروق، ذيّلت بعض المقالات بالحديث عن دعوى قضائية بيننا. أؤكدّ هنا أنّ خلافات العمل والمال محصورة بين إدارة أعمالنا. أنا أحبّ سعيد، والخلافات ستسوّى قريباً، على رغم أنّه مزاجيّ بعض الشيء، ولا يلتزم بمواعيده. ومع ذلك، سأتخطّى هذه التفاصيل، ويمكن أن أتدخّل أيضاً لإتمام المصالحة بين الخبيزي والماروق».
يسخر النجم المخضرم من حال الأغنية العربية اليوم، حين تسأله عن المرتبة الأولى في الوسط الفني، ما دام هناك فنانون كثر يستحقون لقب «الأوائل» أمثال محمد عبده ونوال الكويتية وعمرو دياب... ويقول: «يتحدثون عن المرتبة الأولى، فيما تجتاح الشاشة موجة كليبات العري؟».
وماذا عن السينما بعدما تردد أن بطل «من يطفئ النار»، سيستعيد وهج الأيام الخوالي، ويطل مجدداً على الشاشة الكبيرة؟ يشكو توفيق ندرة السيناريوات الجيدة التي تليق بعمره وماكينته الفنّية. ويمنّي نفسه بفريق عمل محترف يضاهي بخبرته اسماً كبيراً مثل الملحن محمد سلمان الذي دعمه في انطلاقته الأولى. ويقول: «أنا آسف لما وصلت إليه السينما اليوم، فلا الإخراج ولا القصّة يغريان أيّ فنان جديّ لخوض التجربة. وعلى رغم كثرة العروض لم يجذبني شيء، فيما تلقّيت عرضاً لبطولة مسلسل تلفزيوني بعنوان « في الهوا سوا» من المخرج محمد عبد العزيز، ومشاركة فاروق الفيشاوي وبوسي. أنكبّ على قراءة السيناريو، وأفكر جدياً في العودة، لكنّ المشكلة أنّني لا أجسّد فيه شخصية مطرب». والعمل الذي كتبه الفنان عماد رشاد، يرصد في إطار كوميدي، العلاقات الاجتماعية اليوم، داخل المجتمع وبين أفراد الأسرة الواحدة. وكانت آخر إطلالات توفيق السينمائية عام 1994 مع فيلم «وداعاً للعزوبية».