strong>باسم الحكيم
كانت LBC تعدّ العدّة لإطلاق قناة متخصّصة في الدراما. تأجّل المشروع، فأُجبرت المحطة التي تعدّ «امبرزاريو المسلسلات المحلية» على إخراج ما في جعبتها من أعمال درامية. الهدف؟ مواجهة OTV... وأوّل الغيث غداً مع «الطاغية»

قبل ثلاث سنوات تقريباً، كانت LBC تخبّئ في مكتبة برامجها عشرات الساعات الدرامية. استمرّت في احتكار المسلسلات المحلية، تحضيراً لإطلاق قناة مختصصة بالدراما. ثم طوي المشروع مع الأيّام، مثلما طوي ــــــ على ما يبدو ـــــ مشروع إطلاق قناة موّجهة إلى منطقة المغرب العربي. وعندما تراجعت عن تنفيذ خطتها بإطلاق محطة خاصة بالمسلسلات، قرّرت المؤسسة اللبنانية للإرسال التوقّف عن التعاقد على أعمال جديدة، إلى حين عرض بعض الأعمال الموضوعة في الأدراج، مع الإبقاء على تعاملها مع شركتي «فونيكس بيكتشر إنترناشونال» و«رؤى» للإنتاج. كل ذلك حدث قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006. بعد ذلك الصيف الدامي، مدّدت القرار تلقائيّاً لتظلّ ممتنعة عن الإنتاج حتى بداية العام المقبل. ثم تبدأ في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) تنفيذ عدد من المسلسلات، أبرزها سلسلة «حكايات» للكاتب شكري أنيس فاخوري.
في هذه الأثناء، تحتفظ LBC في أدراجها، بمسلسلين مؤلفين من 30 حلقة هما «الينابيع» للكاتبة رينيه فرنكودس والمخرجة كارولين ميلان، و«الطاغية» للكاتب مروان نجّار والمخرجة كارن دفوني. هناك أيضاً كوميديا «بلا نجوم» للكاتب كميل سلامة التي أنتجت قبل سبع سنوات، ولم تعد صالحةً للبث، كما تؤكد مصادر داخل القناة. إضافة إلى سيتكوم «فرن الصبايا دوت كوم» للكاتبين نبيل عساف وجيسكار لحّود والمخرج زياد لحّود. ويرجّح مصدر ثان في المؤسسة اللبنانية للإرسال، عرض حلقاته في غضون أسابيع قليلة، وتحديداً عند إطلاق Otv التي تبدأ بثّها الفعلي يوم السبت 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، لسيتكوم «Fifty فيفتي» للكاتبين نفسيهما، والمخرج إيلي غريّب.
أمّا غداً، فتطلق «أل بي سي» مسلسل «الطاغية» الذي يعيد الممثل ميشال تابت إلى الأضواء بعد فترة من الغياب، وتحديداً منذ «اسمها لا» الذي عرض على «تلفزيون لبنان» قبل سنوات. وكان تابت قد شارك في حلقة «الضحيّة» من مجموعة «صارت معي» التي عرضت الـ LBC حلقتها الأولى، ثم منعت الرقابة عرض الحلقة الثانية بعنوان «ضحايا الضحيّة» لحساسيّة الموضوع المطروح، وهو سفاح القربى، فضلاً عن ارتباط القصة الحقيقية بشخصية حزبية لبنانية. فما كان من نجّار يومها، إلّا أن حوّل النص التلفزيوني إلى فيلم عرض في صالات السينما بعنوان «ضحايا»، من إخراج جنان منضور.
هذه المرة، كتَب نجار ثلاثين ساعة تلفزيونية، انتهى تصويرها في خريف عام 2005. إلاّ أن عمليات المونتاج والمكساج، تأخرّت حتى بداية العام الحالي، بسبب الأوضاع السياسية الداخلية التي لم تسمح للمخرجة كارن دفوني بتنفيذ المونتاج، إلا بشكل متقطّع. في هذا العمل، يناقش نجار مفهوم الطغيان كمبدأ وممارسة، ويترك للمشاهد حريّة الذهاب أبعد مِن حصر الاستبداد في شخصية البطل الرئيسي مجد الزهراوي (ميشال تابت)، على حدّ تعبير الكاتب الشعبي المعروف. وإذا كان هذا «الطاغية» هو المحرّك الرئيس للأحداث، فإنّه لن يكون رمز التسلّط الوحيد في العمل، بل «سيظهر إلى جانبه طغاة عديدون في صور مغايرة، ومن أعمار وبيئات مختلفة». بين هؤلاء: نهاد بيك (كمال الحلو)، وهو طاغية آخر ينتمي إلى عائلة ثريّة، ويخوض معارك ترغيب وترهيب متلاحقة، مع طاغية الطغاة مجد الزهراوي. وفيما يصف تابت شخصية الزهراوي بـ«الفريدة، لكونه إنساناً مريضاً بالعنجهية، ينفّذ ما يخطر له دوماً ويمارس قمعه على الجميع»، تتحدّر شخصية نهاد بيك المنافسة للزهراوي على القمع، من عائلة ثرية، فيمارس طغيانه بحياء، تماماً مثل الأفاعي». وتؤدي إلفيرا يونس دور «ليال» زوجة الطاغية، «وهي أكثر من يعاني ظلمه وجبروته وقسوته».
في منزل الطاغية، ومع زوجته وأولاده الأربعة، لا تسير الأمور على ما يرام. فالزهراوي يفشل في جعل ابنه البكر صورة مطابقة له، فيما يتأثر به الابن الأصغر ويحاول تقليده في كل شيء. ورغم أنّ الابن البكر (طلال الجردي) يتنصّل من بيئته ويواجه والده ويتحداه، يفضّله الوالد على شقيقه الأصغر (طارق سويد) الذي يراه صورة مشوّهة عنه. وفي زمن الاستبداد، أراد نجّار تقديم طاغية في سن صغيرة، وهو طفل لا يتجاوز الـ11 من عمره، «سيذهل المشاهدين بتجسيده شخصية الطاغية التي تمثّل استمراراً للقصة، إذ تُتاح للمشاهد فرصة التعرّف إلى الطفولة الشاقة التي عاشها طاغية الطغاة، ربما لتبرير هذه القسوة والظُلم والديكتاتورية... هي ببساطة، قصّة صراع على المال والنفوذ، تتداخل فيها قصص الحب والطمع وطلب الثأر، والرغبة الملحّة في القضاء على الطاغية».
ويوضح نجّار أن «المسلسل شهد تحوّلاً في مسار أحداثه تبعاً لحالتي النفسية»، كاشفاً أنّه «أثناء كتابتي الحلقة الحادية عشرة، وقعت جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وانعكس الأمر عليّ». فيما تكشف المخرجة دفوني أن «المُشاهد سينتظر متابعة مسار الشخصيات الحافلة بقصص الحب والمؤامرات والصراعات في إنتاج ضخم ونصّ محبوك، لم يكتب مثله مروان منذ سنوات». ويجمع المسلسل مجموعةً من الممثلين المخضرمين والشباب، بينهم: رنده حشمي، ورنده كعدي، وزينة فرج الله، وسامر الغريب، ولمى نجار، وغسان اسطفان، ونيكولا معوّص، وفراس الحاضر، والوجه الجديد ريان عماد. ووضع الموسيقى التصويريّة الشاب سامي غابرييل الذي حرص على أن تأتي ألحانه متناغمةً مع طبيعة الأحداث، بعد مشاهدته لمعظم الحلقات.

كل أحد 20:45 على LBC