باسم الحكيم
تُطلق اليوم دورة برامجها الجديدة وترجئ البث الرسمي حتى العام المقبل. الشاشة البرتقالية ستراهن بقوّة على التنوّع والاختلاف والـ«حيادية أكثر من اللازم»... فهل أفادت OTV من زلّات البث التجريبي، وراجعت حساباتها ولو قليلاً؟

قبل أيام، حسمت إدارة Otv موقفها وألغت حفلة كبيرة كانت مقررة نهاية العام لإطلاق البثّ الفعلي، وقرّرت بثّ البرامج الجديدة تدريجاً، على أن تُزيل عبارة البثّ التجريبي عن الشاشة بداية العام الجديد. هكذا، يبدأ النهار ببرنامج «يوم جديد» عند التاسعة صباحاً وهو عبارة عن مجلّة صباحيّة منوّعة، يتناوب على تقديمها كارلوس عازار، ومي سحاب، وباسكال شمالي وإيلي حوشان وتعدّه رنده المر، ويشرف عليه نبيل عسّاف وجيسكار لحّود وتنفذه شركتهما «كي بروداكشن»، فيما يخرجه برونو إنجليني وإيفان خليفة.
هنا، يحرص المدير العام زياد شويري على تبرير العدول عن فكرة إطلاق سلّة برامج متكاملة في افتتاح ضخم، عازياً بدء البرامج تدريجياً اعتباراً من هذا الصباح إلى «ظروف البلاد السيئة». وينفي أن يكون عجز مالي قد أدى إلى تأخير إطلاقها، «فرض الواقع السياسي بدء البث قبل الموعد المفترض». وبينما يجد أن حجّة البدء قبل الجهوزية الكاملة مقبولة، يرى أنّ من الظلم أن يحكم الجمهور على القناة بالفشل منذ إطلاقها، ولو امتدت ساعات البث إلى 18 ساعة منذ الأيام الأولى. ويدعو المشاهدين إلى تأجيل حكمهم حتى إنجاز البرمجة الكاملة في كانون الثاني (يناير) المقبل.
يرى شربل خليل، مدير البرامج العائد إلى القناة بعد انفصاله عنها لفترة «بسبب خلافات في وجهات النظر» أنّ «المدة الطبيعية التي تحتاج لها قناة جديدة للانطلاق، تراوح بين عامين وثلاثة، ونرى أننا تمكنّا من الانطلاق في فترة قياسية». يراهن شويري على الموضوعية في المقام الأول، «القناة ستمارس النقد الذاتي من مجلس إدارتها أولاً، ومن الجمهور الذي يعكس التلفزيون قضيته، خصوصاً أصحاب المساهمات الذين وصل عددهم إلى تسعة آلاف»، مذكراً بالهوية اللبنانية بامتياز التي «نفتخر بها». هنا، يلفت شويري إلى برنامج إعلامي سياسي جديد بعنوان «بروباغندا» تعدّه ليلى الرحباني، يتابع كيفية معالجة وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة للأخبار. ويؤكد: «سنمارس النقد أيضاً على أنفسنا، ونبرز كيف أنّ تسييس الخبر قد يؤدي إلى أكثر من استنتاج ومعالجات متناقضة في كثير من الأحيان».
وفي مناسبة الحديث عن البرمجة السياسيّة واتهام المحطة بأنها تولي الشأن السياسي اهتماماً مبالغاً به، وأن معظم ضيوفها هم من أهل البيت... يجيب فوراً بأنّ هذه الاتهامات باطلة «لأن برامجنا السياسية على مدى ستة أسابيع متتالية، استضافت موالين للسلطة. كذلك برامجنا السياسية تقتصر على حلقتين أسبوعياً («في التفاصيل» مع رولا معوض، و«نقطة فاصلة» مع حبيب يونس)، في الوقت الذي يقدّم فيه سوانا يوميّاً برامج سياسية تمتدّ ساعتين، إضافة إلى البرامج المسائيّة الثابتة». ويستدرك «حتى برنامجنا الصباحي، ستقتصر مدة الحوار السياسي فيه على خمسين دقيقة». وماذا عن الجنرال الذي لا يغيب عن الشاشة؟ يشير شويري إلى أن ميشال عون لم يجر سوى حوارين مع القناة، أولهما يوم إطلاقها في تموز (يوليو) الفائت، وثانيهما في حلقة خاصة رصدت بعض التطورات المستجدّة. ويقول: « من الطبيعي أن ننقل الحوارات السياسية التي تجريها معه محطات تلفزيونية أخرى». ويذهب شويري أبعد من ذلك: «قررنا أن نتوجه إلى جميع اللبنانيين، ولن نكون ناطقين باسم حزب أو تيّار، فمن غير المقبول أن تطلق شاشة لا تشبه جمهورها». وينقل وجهة نظر مناقضة لناشطي التيار الوطني الحر، بالقصور في تغطية أنشطة العماد عون، التي تعطيها وسائل إعلام أخرى مساحة أكبر، «ما يجعلنا محطة حيادية أكثر من اللازم».
ويشير شويري إلى التحضير لبرنامج اجتماعي مع وجه إعلامي معروف، يكشف عن مجموعة برامج وثائقيّة، أعدّها قسم التحقيقات: أولها عن حملة «منحبّ لبنان» التي ظهرت منذ عام، وثانيها عن وثيقة التفاهم مع حزب الله، وثالثاً عن نتائج عدوان تموز والأسلحة المحظورة التي استخدمتها إسرائيل... ويشير إلى أنّ جان عزيز يتولّى الإشراف على الشقّ السياسي في هذه البرامج.
وماذا عن فترات البثّ المفتوحة مع قناة DW الألمانية التي تعرض OTV برامجها بشكل مكثّف؟ يلفت شويري إلى «عقد وقّعناه مع هذه القناة، واعداً بأن هذه الكثافة ستقلّ اعتباراً من اليوم». ويشير إلى تغييرات وشيكة في البرامج السياسيّة، كاشفاً عن «رغبة متبادلة بيننا وبين الإعلامية ماغي فرح لتقديم برنامج سياسي نعلن عنه في حينه».
وعلى مستوى المتعاونين مع القناة، يؤكد شويري على «انفتاحنا على جميع الكفاءات، ولن تحكمنا أي اعتبارات شخصية أو سياسيّة، كما يحدث في وسائل أخرى». ويؤكد «حرصنا على قبول الآخر، ونقل أخبار جميع السياسيين ونشاطاتهم التي تكتسب أهمية».
يؤيد شربل خليل كلام المدير العام، على أن القناة موجهة لجميع فئات المجتمع اللبناني. وعما تردد عن خلافات أدت إلى مغادرته المحطة لفترة، يجيب: «كل ما حصل مجرد سوء تفاهم، لكن عروض «بس مات وطن» في الأردن، أعطت الخبر مساحة أكبر مما هي عليه في الواقع».
وعن شبكة البرامج غير السياسيّة، يقول خليل «سنطلق شبكة برامجنا تدريجاً، بمعدل برنامجين أو ثلاثة كل أسبوع» لافتاً إلى تحضير برمجة خاصة، تتوجه قريباً إلى أميركا وأستراليا. ويشير إلى برنامج «من الشعب» «الذي يطرح موضوعات تهمّ الشعب اللبناني» (ينطلق الإثنين المقبل). إضافة إلى برامج وثائقيّة اجتماعية تعرض كل أربعاء، «أوّلها عن امرأة مريضة بالسرطان، رافقناها منذ معرفتها بمرضها حتى لحظة وفاتها». فيما سيؤجل البرنامج الرياضي مع إيلي سعادة وبرنامج «ليشيّات» مع باسكال لحّود، وبرنامج المنوعات «غنّي مع غسّان» مع غسّان الرحباني إلى مطلع العام الجديد. بالإضافة إلى برنامج Otivan، وبرنامج منوعات ثان من إنتاج Comedy Production.
وعلى مستوى الدراما، يؤكد أنّ البداية ستكون في سهرة الأحد المقبل مع خماسية «عقدة ذنب» من كتابة كلود أبو حيدر وإخراج طوني نعمة وبطولة عمار شلق، وباتريسيا قسيس، ومي سحاب. إضافة إلى سيتكوم «فيفتيFifty» من تأليف نبيل عساف وجيسكار لحود، بطولة كارلوس عازار وندى أبو فرحات وأسعد حداد وإخراج إيلي غريب. ويعرض ابتداءً من سهرة الثلاثاء المقبل.
وعن أول إنتاجات القناة الجديدة «الشيخة الأميركية»، يشير شربل خليل إلى انتهاء تصويره أخيراً، على أن يبدأ عرضه في شباط (فبراير) المقبل. ويكشف عن مسلسل كوميدي «كتبته بنفسي، سيجري تنفيذه لاحقاً». وتعرض Otv برنامج «Be لبنان» الذي يجول على القرى اللبنانيّة في مغامرات شيقة وبرامج الكاميرا الخفية مساء كل ليلة. إضافة إلى سهرات خاصة في ليلتي الميلاد ورأس السنة.