strong>عـلي عطوي
تصفيق وهتافات وزغاريد وحمل على الأكتاف... ليس عرساً ولا تظاهرة انتخابية ما شهدته صور في الأيام الماضية، بل هو احتفال خاص جداً، بصاحب الرقم القياسي العالمي في... أطول فترة مكوث على الإنترنت!
فقد أطلق موقع «يا صور» الإلكتروني منذ فترة قصيرة مباراة للقيام بأطول محاولة بقاء على شبكة الإنترنت لحوالى 72 ساعة متواصلة. وقد تقدّم الشّاب مفيد مسلماني من بلدة الشعيتية للمباراة، هو الذي اعتاد أن يمضي فترات تناهز خمس عشرة ساعة متواصلة على الشبكة العنكبوتيّة، فما كان منه إلا أن استجاب للتحدي. فوقّع تعهّداً قانونياً بتحمّله المسؤولية الكاملة عن المحاولة التي هو بصدد القيام بها! «محاولة تستأهل المغامرة». وبعد الموافقة الرسمية، قام الموقع بتأمين بعض الشركات الراعية لهذه المباراة لتوفير المواد الغذائية والرعاية اللازمة له طوال الثلاثة أيام.

فكيف مرّت تلك الأيام؟

في البداية كانت الحماسة واضحة، فتنقّل مفيد بين عدة مواقع يتحدّث مع أصدقائه على الشبكة، ثم يستطلع آخر الأخبار اللبنانية والعالمية من المواقع الإخبارية المختلفة. وقد ساعده على تحمّل الصعاب رفاقه ممن كانوا في المحلّ، وشجّعوه على الصمود، وبقوا معه طوال تلك الفترة. ولم يظهر التعب فعلياً على مفيد إلا في الساعات الست الأخيرة، حيث بدأت عيناه تحمرّان وبدا عليه الإرهاق وآثار قلّة النوم والحركة. ولكن مفيد أبى أن يستسلم، فأمضى «بصعوبة» الساعات الباقية لإتمام «الإنجاز». وحين دقّت الساعة، علا التصفيق في المحل وتجمهر العديد من الأصدقاء والسكان حاملين مفيد على الأكتاف، فرحين بالإنجاز بعد طول انتظار.
وإذ يؤكد سكرتير تحرير موقع «يا صور» الإلكتروني خالد شعبان أنّ «الرقم القياسي العالمي المسجّل رسمياً في كتاب غينيس للأرقام القياسية، لأطول مدة اتصال بشبكة الإنترنت، هو 55 ساعة متواصلة فقـط، وهي باسم شخص من شرق آسيا، فإن مفيد يكون بذلك قد حقق فعلاً رقماً قياسياً عالمياً جديداً، متفوّقاً على الرقم السابق بأكثر من 17 ساعة». أما مفيد الذي خرج من بين الحشود، فقد علّق على الإنجاز قائلاً: «رغبتي هي أن أحقق شيئاً ما في الحياة، لكي أتذوّق نشوة الإحساس بالنصر، لا أبغي ربحاً مادياً أو تقديراً ما، ولكنّي أحب التحديات، وقد فزت بأحدها للتوّ». هكذا شرح مفيد الدوافع التي حثّته على خوض تلك التجربة.
وقد حضرَ عدد من أصدقاء وأقارب مفيد إلى مدينة صور، حيث انطلق موكب سيّار في جولة سريعة في شوارع صور، قبل أن يغادر نحو بلدته الشعيتية. وبوصوله إلى ساحة البلدة، خرج عشرات الأهالي لاستقباله، فنثـروا عليه الأرز والـورود وحيّوه بالهتافات والتصفيق، ودخل إلى منزله محمولاً على الأكتاف، حيث استقبله والده ووالدته بفـرحٍ ظاهر، فيما زُرِعَـت صورة كبيرة له في ساحة الشعيتية. ومن المقرر أن يقام له احتفال بالمناسبة، حيث ستُقدَّم الهدايا التقديريّة. فهل يصل فعلاً ابن الشعيتية في جنوب لبنان إلى العالمية، فيدخل اسمه في «كتاب غينيس»؟